فكم تلقى بصدري فرحةً فرشت ... له السرائر فالأحشاء أوطان
إذا تمشى الى جرح الجوارح يأ ... سوه فكم طُفئت للوجد نيران
فشق باللطف عن قلبي وعزّل عن ... هـ ما يشقّ فقلبي اليوم فرحان
وراح يخلع جلباب السرور على ... وقتي وقد مرّ دهر وهو عُريان
أهلاً به من خيالٍ عاد لي أملي ... به وعاودني رَوحٌ وريحان
فالعيش رغدٌ ودار الأنس دانية ... وجيرة الحي بعد الهجر جيران
ورُقبة البدر سُهدٌ والمنى حلُمٌ ... تحلو لنا ومغاني الحي أوطان
فهذه منح الطيف المُلمّ بنا ... سراً فليت بواقي السر إعلان
وكتب من طرابلس الى الشيخ شهاب الدين أحمد بن غانم:
خيالك لما بان ركبُك ما بانا ... لأن له في ناظر العين أوطانا
إذا ما اشتكى قلبي لهيب غرامه ... لدمع يجاريه تأجج نيرانا
نعمت بما ترضون لي يا أحبتي ... ولم أخشَ أشواقاً إليكم وهجرانا
وعذب عذابي فيكم وتحرّقي ... وكم من عزيز في محبتكم هانا
فكتب شهاب الدين بن غانم الجواب إليه:
رقادي لما بنْت يا منيتي بانا ... فكيف يزور الطيف مني أجفانا
وقلبي مذ ودّعت لا علم لي به ... وآخر عهدي أنه عندكم كانا
على أن ما شطّت نوى من غدت له ال ... سرائر من صدري ربوعاً وأوطانا
وحاشى لمثلي أن يُرى متشكياً ... صدوداً وأن يخشى ببعدك هجرانا
وما زال توحيدي وشخصك والهوى ... بقلبي سكّاناً أقاموا وجيرانا
ومن شعره قصيدة في المجون، وجوّدها، أولها:
لا والأيورِ الصُّلعِ
منها يقول:
ما وقع الكسّ على ... قلب الخصيّ بموقعِ