للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان قد كتب هو إليّ لما ورد دمشق:

يا إماماً قد فاق سحبان بل قس ... سَ إيادٍ قل لي أأنت خضر

أنت للفضل قبلةٌ ولأهل ال ... علم نجم يُهدي وللدين بَدر

فإذا ما نطقت أفنيت أفكا ... ر البرايا ولم يحرْ لك فكر

وإذا ما وضعت في الطرس خطّاً ... باهر الحسن جلّ بل حلّ سحر

وإذا ما نظمت شعراً فللشع ... رى حياء منه وللشعر فخر

وإذا ما نحوت نحواً فمن زي ... دٌ من الماهرين فيه وعمر

أخجل النظم منك نظمٌ وأودى ... نثرة الشهب من مقالك نثر

أترى أنت عالم بولائي ال ... محضِ أم بينه وبينك ستر

ليس شكل من الصواب فلو حقّ ... قت قربي ما عاقني عنك بحر

وعلى الحالتين بعدٌ وقرب ... لك عندي حبٌ وحمدٌ وشكر

فكتبت أنا الجواب إليه عن ذلك:

لك مني حمد يفوق وشكرٌ ... لي منه على مدى الدهر سكرُ

وولاء عقدتُ منه لواءً ... منه طي في الخافقَين ونشر

ودعاء حقٌ بغير ادّعاءٍ ... فيه من سرعة الإجابة سرّ

وثناءٌ أعليت منه بناءً ... فهو أفقٌ نجومه منك زهر

قد تفضّلت بادياً بقريضٍ ... كلُّ بيت فيه من الحسن قصرُ

فهو ينهل في انسجام ويحلو ... فعلي كل حالةٍ فهو قطر

<<  <  ج: ص:  >  >>