وأنشدني أيضاً لنفسه:
قد مضتْ ليلةُ الوصال بحالٍ ... قصّرت عن محصّل الأزمان
أخبرتنا أن الزمان جميعاً ... قد تقضّى في ليلة الهجران
وأنشدني من لفظه لنفسه:
يعيبون من أهوى بكسرة جفنه ... وعندي لهذا العيب قد تمّ حُسنُهُ
فقلتُ وما قصدي سوى سيف جفنه ... إذا دام فتك السيف يكسَر جفنهُ
وأنشدني أيضاً ما قاله في بستان الصاحب شمس الدين:
ودولاب يحنّ بجسّ عودٍ ... على وترٍ يساسُ بغير جسِّ
فلما أن بدت منه نجوم ... حكى فلكاً يدورُ بسعدِ شمسِ
وأنشدني من لفظه له في مليح ينظر في مرآة:
سَقياً لمرآة الحبيب فإنها ... أمسَت لطلعته البهيّة مَطلعا
واستقبلت قمرَ السماء بوجهها ... فأرتني القمرين في وقت معا
وأنشدني من لفظه وكان الغزّي يدّعيهما:
كأن السحاب الغرَّ لما تجمّعت ... وقد فرقت عنا الهموم بجمعها
نياق ووجه الأرض قعب وثلجها ... حليب ومرّ الريح حالب ضرعها
وأنشدني أيضاً، والغزّي يدّعيهما:
ونوّار خشخاش بكرنا نزوره ... وقد دُهش الرائي لحسن صفوفه
تغنّى به الشحرورُ من فرط وجده ... فنقّط بالياقوت ملء دفوفه