للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علوت نور الدين في ذروة ... تسمو على الواقع والطائر

لأن ما تنظمه لم يكن ... لأول فينا ولا آخر

شعر متى ابتاعه مفلسٌ ... بنفسه لم يكُ بالخاسر

تالله قد بالغتَ في وصف ما ... يقلّ في الباطن والظاهر

لأنني في أدبي قاصرٌ ... أسبح في بحر النّهى الزاخر

وليس ما أجمع مستحسناً ... في أدب البادي ولا الحاضر

وربما يختار مولاي أن ... يكون من دون الورى جابري

فاسلم ودم ما ابتسمت روضة ... بكى لها جفن الحيا الماطر

وأنشدته يوماً لغزاً في قصب السّكر، وهو:

عجبت لمعسول الرّضاب مهفهف ... يحاكي أنابيب القنا حال نبته

تناقض معناه الغريب فبوله ... على الرأس راسٍ والشوارب في استه

وأنشدني هو من لفظه لنفسه فيه:

في حلب أبصرت أعجوبةً ... تُخرج أذكى الناس من عقله

شخصاً رشيق القدّ عذب اللمى ... لا تقدر الروم على مثله

وهو بلا عقل جريح الحشا ... والدود لا يشبع من أكله

لا يبرح البول على رأسه ... والقيد لا ينفكّ عن رجله

له عيون وهو أعمى وفي ... عينيه أولاد على شكله

يا من سما بين الورى قدرُه ... اكشف لنا عنه وعن أصله

وأنشدني من لفظه لنفسه في العُصفر:

أشبّه عصفراً في الروض يُزهى ... وتشبيهي لهيئته مقارب

ككنز فيه بلّور عليه ... دنانير ومهلكها عقارب

<<  <  ج: ص:  >  >>