قال كمال الدين الأدفوي: أنشدته ارتجالاً حين خرج من عند ابن جماعة:
سراج الدين سر في طيب عيش ... قرير العين محمود الفعال
وقد كملت مسرّتكم وتمّت ... وقيت النّقص من عين الكمال
قال: ورأيت بخطه على كتاب:
الحال مني يا فتى ... تغني عن الخبر المفيد
وبغير سكين ذبح ... ت وأدرجوني في الصعيد
وكان كذلك لم يخرج من قوص، وكان يروي التنبيه والمهذّب بالسند.
قال: وأنشدني لنفسه في شروط الكفاءة:
شرط الكفاءة حرّرت في ستّة ... ينبيك عنها بيت شعر مفردُ
نسبٌ، ودينٌ، صنعة، حرية ... فقد العيوب، وفي اليسار تردّدُ
قلت: الكفاءة عند الشافعي واجبة، فلا يجوز لأحد من الأولياء أن يزوج المرأة من غير كفء إلا برضاها ورضا سائر الأولياء، فإن رضوا بإسقاط الكفاءة، صحّ النكاح، خلافاً للإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، حيث ذهب الى أن الكفاءة شرط في الصحة، وسبيل من سلك الطريق القطعي في بطلان مذهبه أن يقول: فقد تزوج علي بن أبي طالب بفاطمة رضي الله عنهما، وأبوها سيّد البشر.
والكفاءة سبعة أمور: وهي الدين، والنسب، والصنعة، والحرية، والتنقي من العيوب، واليسار على أحد الوجهين، وأن لا يكون الزوج مولىً للزوجة أو أهلها، فموالي قريش ليسوا أكفّاء لقريش، وفي وجه أنهم أكفاء لأن موالي القوم منهم.