للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وباقيه مع التصحيف كسْبٌ ... إذا ما زدته حرفاً تعُدّه

هما ضدان يقتتلان وهْناً ... ويضطجعان في فرْش تمدُّه

هما جيشان من زنجٍ ورومٍ ... يُقابل كل قرنٍ منه ضدُّه

تقوم الحرب فيه كل حينٍ ... ولا تَدْمى من الوقعات جُندُه

ويشتدّ القتال به طويلاً ... ويحكم بالأصاغر فيه عقدُه

ويقتل ملكه في كل حينٍ ... ويبعثه النشاط فيستردُّه

وما يُنجي الهمامَ به حُسام ... وقد ينجي من الإتلاف بنده

ونصر الله في الهَيجا سجالٌ ... فمن شاء الإله به يمدُّه

وهذا كلُّه حَسْبَ اجتهادي ... وغاية فكرة الإنسان جُهْدُه

ونقلت من خطِّ الحافظ اليغموري قال: أنشدني محيي الدين أبو العبّاس الكاتب المصري لنفسه:

يا ناظراً في البيوت أعمى ... عن كل خيرٍ وكل برِّ

أسود كالفحم فهو مأوى ... كل شرار وكل شرِّ

ونفخ هذا الوزير فيه ... أحرقَ كل الورى بجمرِ

ولم يزل محيي الدين المذكور على حاله إلى أن فرّق الموت بينه وبين ذويه، وتصرّف الوارث فيما كان يحتويه.

وتوفي رحمه الله تعالى سنة عشر وسبع مئة.

وكان المذكور قد تناثرت أطرافه وحاق به تبذيره وإسرافه، فأصبح

<<  <  ج: ص:  >  >>