وروى بإجازة ابن رُوزبة وابن بهروز وابن القطيعي والأنجب الحمامي وياسمين بنت البيطار، وجعفر الهَمْداني، وخلق كثير.
وكان صحيح التركيب، دمويّ اللون أزهر، له همّة، وفيه عقل، يطيل الإصغاء بلا ضجر، ويصبر كأنّ قلبه مما لازمه حَجَر.
ألحق الأحفاد بالأجداد، وساوى بالسماع عليه بين الآباء والأولاد، رحل إليه الناس من الأطراف، وأخذهم بالسماع عليه الأشراف في الإسراف، وحصّل الذهب والدراهم والخلع، ورُتّب له معلوم فانجبر به وانتفع.
وكان فيه دينٌ وملازمة للصلوات الخمس، ومحافظةٌ في اليوم على ما كان فيه أمس، لا يمل من الإسماع وطوله ولا ينعس، وهو مشغول بإقباله على القارئ وقبوله، ويحفظ ما يصلّي به من القرآن، وربما أخّر الصلاة في السفر على رأي العوام لاستيلاء الشيطان، وصام وهو ابن مئة عام شهر رمضان وأتبعه بست من شوال عملاً بسنة الإيمان.
قال الشيخ شمس الدين: حُدّثتُ أنه في هذا السنّ اغتسل بالماء البارد.
ولم يزل على حاله إلى أن جاءه قاطع الأعمار، والموت الذي ساوى بين أولي التجارب والأغمار، ونزل الناس بموته درجة في الرواية، وحصل للطلبة عليه من الأسف النهاية.
وتوفي رحمه الله تعالى يوم الاثنين خامس عشري صفر سنة ثلاثين وسبع مئة.