للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان قد أهدى إليّ - رحمه الله تعالى - عندما عمرت الدويرة التي لي بدمشق عشرة أحمال رخاماً، فكتبتُ إليه أشكره على ذلك، وطلبت ذلك فلم أجده وقد عرفته الآن عند تعليقي هذه الترجمة وهو:

لَعَمري لقد أهدى سماحُك والندى ... حُمول رُخام مثل روض تنمنما

فأمسيتُ منها في رخاء وفي غنى ... فيا من رأى قبلي رخاماً مرخّما

وكتب هو الجواب عن ذلك، ولكنني لم أجده تلآن.

وأنشدني لنفسه ونحن على العاصي بحماة:

لقد نَزَلْنا على العاصي بمنزلة ... زانت محاسنَ شطّيه حدائقُها

تبكي نواعيرها العَبرى بأدمعها ... لكونه بعد لقياها يفارقها

فأنشدته أنا أيضاً لنفسي:

وناعورة في جانب النهر قد غَدَتْ ... تعبّر عن شوق الشجي وتُعرب

ترقص عطف الغصن تيهاً لأنها ... تُغَنّي له طول الومان ويشرب

وأنشدني هو أيضاً لنفسه:

إنّا نقيم على حماة حجّة ... في حسنها ولها جمال يبهت

من النواعير الفصاح خصومنا ... ولها لسان ناطق لا يسكت

فأنشدته أنا أيضاً لنفسي:

ناعورة أنّت وحنّت فقد ... شوّقت الداني والقاصي

<<  <  ج: ص:  >  >>