ولم يزل على حاله إلى أن أطفأ الموت شرارته، وأبطل من التواقيع والمراسيم رسالته وإشارته.
ونوفي رحمه الله تعالى في سنة سبع عشرة وسبع مئة. وتوفي هو والقاضي علاء الدين بن عبد الظاهر والقاضي شرف الدين بن فضل الله بدمشق في شهر واحد. ووفاة أرسلان المذكور في ثالث عشري شهر رمضان من السنة المذكورة.
كتب إليه شيخنا العلامة شهاب الدين محمود ما أنشدنيه إجازة لنفسه:
بك ماسَ عطفُ الدهر في حُلل البها ... وسما مكان الفضل منه إلى السُّها
ولديك أدركَ كلُّ راجٍ مارَجا ... كرماً وأحرز كلّ عافٍ ما اشتهى
بَشَرٌ يُبشِّر آمليه بسؤلهم ... منه ويبدأ هم إذا قيل انتهى
وكما أوصاف تُعلّم من رأى ... تلك المهابة كيف تُكتسب النهى
يحمى حمى الملك الشريف برأيه ال ... عالي فيغدو للسيوف مرفّها
ويصون أطراف الثغور يراعُه ... فيشَيدها ويسدّ منها وما وهى
متيقّظ للبر والإحسان لا ... يحتاج في كَسْب الثناء منبّها
ضَلَّ الذي لنواله ولباسه ... بالليث أو بالغيث ظلَّ مشبّها
فالليث ما يُردي الجيوشَ زئيره ... والغيثُ ما يروي الممالك كلّها
يا سيّد الأمراء دعوة مخلصٍ ... أضحى بشكرك والثناء مفوّها
أنت المؤمَّلُ للمطالب حين لا ... يُدعى سوى إحسانك الوافي لها
وإذا تعقّدت الأمور فما سوى ... معروفك المعروف يُحسِنُ حلّها
لا زلتَ تَقْني الأجر في البر الذي ... تولي وترجو الله في بذل اللهى