للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حماد الحوي كاتب السر بحماة لمخدومه السلطان الملك المؤيد، ونحن بني يديه، وهو مليح غاية:

أحسن به طرفاً أفوتُ به القضا ... إن رمته في مطلبٍ أو مهرب

مثل الغزالةِ ما بدت في مشرقٍ ... إلا بدت أنوارُها في المغرب

قال: وأنشدني له هذا الموشح أيضاً له:

أوقعني العُمرُ في لعل وهل ... يا ويحَ من قد مضى بهل ولعل

والشيبُ وافى وعنده نزلا ... وفر منهُ الشباب وارتحلا

ما أوقح الشيبَ الآتي ... إذا حل لا عن رمضاتي

قد أضعفتني الستونَ لا زمني ... وخانني نقصُ قوةِ الزمن

لكن هوى القلبِ ليس ينتقصُ ... وفيه مع ذا من حرصهِ غصصُ

يهوى جميعَ اللذاتِ ... كماله من عاداتِ

يا عاذلي لا تطل ملامكَ ... لي فإن سمعي ناءٍ عن العذل

وليس يُجدي الملام والفندُ ... فيمن صبابات عشقه عددُ

دعني أنا في صبواتي ... أنتَ البري من زلاتي

كم سرني الدهرُ غير مقتصر ... بالكاسِ والغانياتِ والوترِ

<<  <  ج: ص:  >  >>