أيتمش بفتح الهمزة، وسكون الياء آخر الحروف، وتاء ثالثة الحروف، وميم بعدها شين معجمة: الأمير سيف الدين الجَمْدار الناصري.
كان من مماليك الملك الناصر، أمّره طبلخاناه وهو وستة أمراء في يوم واحد، وكان هو الأمير ناصر الدين محمد بن أرغون النائب وبَيْدمر البدري، وذلك فيما يقارب سنة أربع عشرة وسبع مئة.
كان كثير السكون والأَناة، بعيداً من الشر والرداة، وافر الحشمة والأدب، حازم الرأي لا يقع في أمر يسوؤه فيه من عَتَبْ، ليس فيه شرٌّ ألبتّه، إذا رأى دنَسَ عيبٍ قرصه وحتّه، يجود في موضع الجود، ويحفظ ما هو في يده موجود.
ولي الوزارة في أيام الصالح إسماعيل، ثم عُزل منها، ووليَ الحجوبيّة بالديار المصرية، وتزوّج ابنته الأمير علاء الدين مُغُلْطاي أمير آخور - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف الميم موضعه - ولمّا قُتل أرغون شاه نائب الشام - على ما تقدم في ترجمته ألزَمَه الأمراء أرباب الحلّ والعقد بالديار المصرية أن يتوجّه إلى دمشق نائباً، فامتنع، فما فارقوه حتى وافق، ودخل إلى دمشق على خَيْله في نفرٍ قليل من جماعته في حادي عشر جمادى الآخرة سنة خمسين وسبع مئة، وأقام بها لا يَرُدُّ مرسوماً، ولا يَعزل ولا يُوَلّي طَلَباً للسلامة، ولم يزل بها إلى أن خُلع السلطان الملك الناصر حسن، وتولى الملك الصالح صالح، فحضر إليه الأمير سيف الدين بُزْلار، وحلّفه وحلّف جميع العسكر، ثم إنه طُلب إلى مصر، فخرج من دمشق يوم الخميس ثالث عشر شهر رجب الفرد سنة اثنتين وخمسين وسبع مئة، وخرج العسكر معه إلى الجَسورة، وودّعوه.