كان أولاً من مماليك الأمير سيف الدين بلبان الطبّاخي الآتي ذكره، ولما جاء الناصري من الكرك ولاّه أمير آخور عوضاً عن الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب، وأقام على ذلك إلى أن توفي الملك الناصر.
وكان ممّن قام مع قوصون في أمر المنصور أبي بكر، ثم إنه وافَقَه على خَلْعه، ولولا اتفاقه معه لم يتم لقوصون أمرٌ. ثم إنه لمّا هرب من الفخري - على ما تقدّم في ترجمة ألطنبُغا - وقارب بُلْبِيس اتفق الأمراء مع أَيْدُغْمش على قوصون وحِزبه، فوافقهم على ذلك، وقبض على قوصون وجماعته، وجهّزهم إلى الإسكندرية، وجهّز من تلقّى ألطنبغا ومَنْ معه وأمسكهم، وجهّزهم إلى الإسكندرية أيضاً، وكان أيدغمش في هذه المرّة هو المشار إليه، وجهّز ولده ومعه جماعة من الأمراء المشايخ إلى الناصر أحمد إلى الكرك، ولمّا استقرّ أمرُ الناصر أحمد في مصر أُخرج أيدغمش إلى حلب نائباً، فلما وصل إلى عين جالوت لحق به الفخريّ مستجيراً به، فأكرم نُزُله وأضافه ونوَّمه في خيمة عنده، واطمأن الفخري وخلع آلة سلاحه ومماليكه، ولمّا كان بكرة أمسكه وجهّزه إلى الناصر. ثم إن أيدغمش توجّه إلى حلب ولم يزل بها مقيماً إلى أن تولى الصالح فرُسم له بنيابة الشام، وحضر إليه الأمير سيف الدين ملكتمر السرجَواني وأخذه من حلب وأتى به إلى دمشق، فدخلها بُكْرةَ الخميس عشرين صفر سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة، وأقام بها نائباً إلى يوم الثلاثاء بُكرة ثالث جمادى الآخرة من السنة