للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَفَرت فخلتُ الصبحَ حين تَبَلَّجا ... في جنح فَوْدٍ كالظلام إذا سجا

فتانةٌ فتّاكة من طرفها ... كم حاول القلبُ النجاة فما نجا

نَحَلتْ نضيرَ قامَةَ قدِّها ... وحَبَتْ مهاة الجزع طرفاً أدُعَجا

تفترُّ عن بَرَدٍ تقيٍّ بَرْدُه ... بالرَّشف حَرَّ حُشاشتي قد أثْلَجا

ما إن دخلتُ رياض جنّةِ وجهها ... فرأيت عنها الدهر يوماً مَخْرَجا

ولَمَا رشفت رحيق فيها ظامياً ... فازددت إلا حُرقَة وتوهجا

تعطو برخص طَرَّفته بعَنْدم ... وتُريك ثغراً كالأقاح مُفَلّجا

أنّى نظرتَ إلى رياض جمالها ... عاينت ثَمَّ مُفَوَّفاً ومُدَبَّجا

زارت وعُمر الليل في غُلَوائه ... فغدا من الشمس البهيّة أبهجا

وسرى نسيم الروض ينكر إثرها ... فتعرَّفَت آثاره وتأرَّجا

وأنشدني أيضاً قال: أنشدني المذكور لنفسه:

وَرَدَ الوَرْدُ فأوْرِدْنا المداما ... وأرِحْ بالراح أرواحاً هُيامى

واجْلُها بِكْراً على خُطّابها ... بنت كَرْم قد أبَت ألاّ كراما

ذات ثغرٍ لؤلؤي وَصْفُه ... في رحيقٍ رَشْفُه يَشْفي الأُواما

بُرقِعت باللؤلؤ الرطب على ... وَجْنَةٍ كالنار لا تألو ضِراما

أقبلت تسعى بها شمس الضحى ... تُخجل البدرَ إذا يبدو تَماما

بجفون بابليّ سِحرُها ... سُقمُها أبدى إلى جسمي السَّقاما

<<  <  ج: ص:  >  >>