للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخمسين وسبع مئة على الحج مع الركب الذي يتوجه في شهر رجب، فحصل له هذا الضعف الذي مات فيه، رحمه الله تعالى.

وكان رئيساً نبيلاً فيه مكارمُ وحشمة ورياسة وقعدد وتؤدة، ولازم الاشتغال وطالع واجتهد، ودأب وتعب، ونظم أبياتاً ذكر فيها الخلاف الذي وقع بين الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه وبين الشيخ أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه، وقرأتها عليه، فسمعها ولدي أبو عبد الله محمد وفتاي طغاي بن عبد الله في ثالث عشري شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين وسبع مئة بمنزلة في باب البريد قبالة المدرسة المسرورية، وهي:

الحمد لله الولي المنعم ... الملكِ الحق الجواد المكرمِ

جل عن الشبيه والأضداد ... والأهل والأنداد والأولاد

سبحانه من ملكٍ قدير ... أتقن ما أبدع بالتدبير

ثم الصلاة بالدوام السرمدي ... على النبي المصطفى محمد

وأله ما غردت قمرية ... على غصونِ الأيك في البرية

وبعد قد قال الإمام الأعظمُ ... أبو حنيفة الرضى المُقدّم

في هذه المسائل المهمه ... قولاً به جلا وجوه الغمة

والأشعري خالفهُ فيها وقد ... أساء في خلافه فيما اعتقد

والحق ما قال أبو حنيفه ... أعطاه ربي الرتبة المُنيفة

أولها معرفة الإلهِ ... واجبةٌ حقاً بلا اشتباهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>