واتفق مرة أن وقع بينه وبين أهل بلده، وحضر الأمير علاء الدين خزندار والي قوص وإخميم فقصد شكواهم، فدخلوا عليه فلم يرجع، وكان مع الوالي شمس الدين الآمدي الناظر. وكان شيعياً، فلما حضروا عند الأمير قفز قطنبة وقال: يا آل أبي بكر، واغتاظ الناظر، وأنشد قطنبة:
حديث جرى يا مالك الرقّ واشتهر ... بأصفون مأوى كلّ من ضلّ أو كفر
لهم منهم داعٍ كتيسٍ معمّمٍ ... وحسبك من تيسٍ تولّى على بقر
ومن نحسهم لا كثّر الله منهم ... يسبّ أبو بكر ولا يشتهى عمر
فخذ ما لهم لا تختشي من مآلهم ... فإن مآل الكافرين إلى سقر
فقال له الناظر: أنت تشاور، ما أنت منهم؟ وصرفهم فما حصل له قصده، فقالوا له: ما قلنا لك نصطلح معك ما فعلت. فقال: أنا ما عرفت أن هذا المشؤوم منكم.
وكان قد تزوج بامرأة تحت الحجر، وكان لها منزل باعه أمين الحكم وخلى من اشتراه له، فقدم قطنبه إلى الأمير علاء الدين وأنشده:
سبت فؤادي المعنّى من تثنّيها ... فتانةٌ كلّ حسن مجمعٌ فيها
أنسيّة مثل شمس الأفق قد بزغت ... وحشيّةٌ في نفورٍ خوف واشيها
منها:
قهرت بالجانب البحري طائفةً ... فولّ وجهك يا مولاي قبليها
عندي يتيمة تركيٍّ ظفرت بها ... لها من الله جدرانٌ تواريها
تعاونوا مع أمين الحكم واعتصبوا ... أخفوا وثائق فحوى خطهم فيها
حتى أُبيعت عليها نصف حصتّها ... ما حيلتي وأمين الحكم شاريها
ما زلت أفحص عن تلك الوثائق يا ... مولاي حتى أبان الله خافيها
وها هي الآن عندي وهي ثابتةٌ ... فامض الولاية فيمن كان يؤذيها