وعدك لا ينقضي له أمدٌ ... ولا الليل المطال منك غد
ومنه:
لقد جمعت في وجهه لمحبّه ... بدائع لم يجمعن في الشمس والبدر
حبابٌ وخمرٌ في عقيقٍ ونرجسٍ ... وآسٌ وريحانٌ وليلٌ على فجر
وقال: كتب إلي أخي أبو محمد المظفر يعاتبني على انقطاعي عنه، وهو الذي رباني وكفلني بعد أبي:
لو كنت يا ابن أبي حفظت إخائي ... ما طبت نفساً ساعةٌ بجفائي
وحفظتني حفظ الخليل خليله ... ورعيت لي عهدي وصدق وفائي
خلّفتني قلق المضاجع ساهراً ... أرعى الدّجى وكواكب الجوزاء
ما كان ظنّي أن تحاول هجرتي ... أو أن يكون البعد منك جزائي
قال: فكتبت إليه:
إن غبت عنك فإنّ ودّي حاضرٌ ... رهنٌ بمحض مودّتي وولائي
ما غبت عنك بهجرةٍ تعتدّها ... ذنبا عليّ ولا لضعف ولائي
لكنّني لما رأيت يد النّوى ... ترمي الجميع بفرقةٍ وتنائي
أشفقت من نظر الحسود لوصلنا ... فحجبته عن أعين الرقباء
انتهى كلام الشيخ أثير الدين.
قلت: وتوفي المذكور رحمه الله تعالى في أوائل المحرم سنة عشرين وسبع مئة ببغداد، ودفن بمشهد موسى الجواد.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute