للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جاء في التنزيل آيٌ بذكره ... وذلك أمرٌ ظاهرٌ للّذي قرا

وجملته في الليل يمكن حصرها ... وإن سيم عدّا في النهار تعذّرا

فكتبت أنا الجواب عنه، وهو في نحل:

قريضك فينا قد غدا شامخ الذّرى ... نرى طرسه عند البيان مزهّرا

تغوص على المعنى الخفيّ بقدرةٍ ... تريك دجى الإشكال في الحال نيّرا

أحاشيك من عكس الذي قد أردته ... وألغزته يا فاضلاً بهر الورى

وحاشاك من تصحيفه فهو خلّةٌ ... غدا بغضها في الناس شيئاً تقرّرا

فلا زلت تهدي للأنام بدائعاً ... من النظم ما انهلّ الغمام على الثرى

وكتب هو إلي أيضاً ملغزاً:

وصاحبٌ مستحسنٌ فعله ... ليس له ثقلٌ على صاحب

فتىً ولكن سنّه ربّما ... زادت على السبعين في الغالب

قلت وقد قالوا أبن ما اسمه ... ليعلم الشاهد للغائب

ظننتم تصحيف معكوسه ... يخفى وليس الظّنّ بالكاذب

فكتبت أنا الجواب إليه وهو في مشط:

أفدي بهاء الدين من فاضلٍ ... في النّظم لم يخرج عن الواجب

ألغز في شيء غدا حمله ... على رؤوس الناس في الغالب

تراه لا تضحك أسنانه ... يا حسنه من أصفرٍ شاحب

كم غاص في ليل شبابٍ وكم ... قد لاح في صبح من الشايب

وكتب هو إلي ملغزاً:

وصاحب مكرّمٍ ... ينعته من وصفه

<<  <  ج: ص:  >  >>