وكان مطيقاً على فني النظم والنثر، له قدرة تامة. كتب بديوان الإنشاء من التقاليد والتواقيع شيئاً كثيراً إلى الغاية. وأجاز لي، على ما ذكره من لفظه، الشيخ شرف الدين الدمياطي وقاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد والأبرقوهي. قال: وحفظت التنبيه وبحثته، واشتغل على الشيخ علاء الدين القونوي، ورسم له بالتوقيع بين يدي السلطان الملك الكامل شعبان في سنة ست وأربعين وسبع مئة عوضاً عن القاضي زين الدين محمد بن الخضر لما خرج لكتابة سر الشام، وكان بيده خطابة وتدريس فيما أظن.
وكتبت إليه من رحبة مالك بن طوق:
ما لقلبي عن حبّكم قطّ سلوه ... كلّ حالٍ منكم لدى الصبّ حلوه
إن بخلتم حاشاكم بوفاءٍ ... أو ثنتكم بعد التّعطّف قسوه
فلكم قد قضى وما نقض العه ... د محبٌّ ولي بذلك أُسوه
يا ابن بنت النّبي قل لي وقولي ... يا بن بنت النبي أفضل دعوه
هل بدا في الوفاء منّي نقضٌ ... أو جرى في الحفاظ منّي هفوه
فعلام الإعراض والصّدّ عمّن ... لم يجد في سوى معاليك صبوه
كيف أنسى ساعات وصل تقضّت ... وبعطفي منها بقيّة نشوه
ما خلت خلوة ولم ألق فيها ... من عذارى حديثك العذب جلوه
حيث لي من حديثك النظم والنث ... ر متى ما أردت كاسات قهوه