للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - أَنْ تُسْتَعْمَلَ عَلَى سَبِيلِ الإِخْبَارِ فَقَط.

وَهَذَا جَائِزٌ، مِثْلُ: لَو حَضَرْتَ الدَّرْسَ لَاسْتَفَدْتَ عِلْمًا، وَمِنْهُ قَولُهُ : ((لَو اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيتُ، وَلَولَا أَنَّ مَعِي الهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ)) (١).

قُلْتُ: وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ عُمُومِ اللُّغَةِ فَلَهَا أَوْجُهٌ عِدَّةٌ (٢).

- تَنْبِيهٌ: (لَو): لَيسَتْ اسْمًا؛ وَإِنَّمَا هِيَ حَرْفٌ، وَأُضِيفَتْ إِلَيهَا (الـ) التَّعْرِيفِ الخَاصَّةِ بِالأَسْمَاءِ -فِي عُنْوَانِ البَابِ- مِنْ أَجْلِ مُعَامَلَتِهَا أَثْنَاءَ الكَلَامِ كَالأَسْمَاءِ.


(١) البُخَارِيُّ (١٦٥١)، وَمُسْلِمٌ (١٢١٦) مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ مَرْفُوعًا.
وَحَقِيقَةُ قَولِ -لَو- هُنَا؛ هُوَ الإِخْبَارُ عَنِ الأَفْضَلِ لِلمُسْتَقْبَلِ، وَلَيسَ فِيهَا تَحَسُّرٌ وَنَدَمٌ وَجَزَعٌ عَلَى مَا فَاتَ.
(٢) قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الفَتْحِ (١٣/ ٢٢٦): "قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ: (لَو) تَدُلُّ عِنْدَ العَرَبِ عَلَى امْتِنَاعِ الشَّيءِ لِامْتِنَاعِ غَيرِهِ، تَقُولُ: لَو جَاءَنِي زَيدٌ لَأَكْرَمْتُكَ؛ مَعْنَاهُ: إِنِّي امْتَنَعْتُ مِنْ إِكْرَامِكَ لِامْتِنَاعِ مَجِيءِ زَيدٍ، وَعَلَى هَذَا جَرَى أَكْثَرُ المُتَقَدِّمِينَ، وَقَدْ تَجِيءُ بِمَعْنَى (إِنْ) الشَّرْطِيَّةِ نَحْوَ: ﴿وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ﴾ [البقرة: ٢٢١] أَي: وَإِنْ أَعْجَبَتْكُمْ، وَتَرِدُ لِلتَّقْلِيلِ نَحْوَ: (التَمِسْ وَلَو خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ)، وَمِثْلَ: (فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَو بِشِقِّ تَمْرَة)، وَتَرِدُ لِلْعَرْضِ نَحْوَ: (لَو تَنْزِلُ عِنْدَنَا فَتُصِيبَ خَيرًا)، وَلِلْحَضِّ نَحْوَ: (لَو فَعَلْتَ كَذَا) بِمَعْنَى افْعَلْ، وَالأَوَّلُ طَلَبٌ بِأَدَبٍ وَلِينٍ، وَالثَّانِي طَلَبٌ بِقُوَّة وَشِدَّةٍ، وَتَأْتِي بِمَعْنَى التَّمَنِّي نَحْوَ: ﴿فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً﴾ [الشعراء: ١٠٢] أَي: فَلَيتَ لَنَا". تَمَّ بِحَذْفٍ يَسِيرٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>