للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - يستحب أن يطمِّعهم في ربهم، ويقوَّي رجاءهم باستجابة دعائهم إيَّاه، حتى ينشطوا، ويجتهدوا فيه.

٩ - أول ما يبدأ به الخطيب الصعود على المنبر، واستقباله الناس، ثم يخطب خطبة مناسبة للمقام، من تكبير الله، وحمده، والثناء عليه، واستغفاره، وإظهار العجز والمسكنة، والاطراح بين يديه؛ بإظهار الفاقة والحاجة إلى فضله.

١٠ - ثم بعد حمد الله، والثناء عليه، ووصفه بالرحمة العامة لخلقه، والخاصة باوليائه، ووصفه بالجود والغنى والعطاء.

وبعد وصف العبد نفسه، وعموم الخلق بالفقر والضعف، والحاجة إلى فضل ربهم، وإحسانه إليهم، ورحمته بهم.

وبعد هذه الابتهالات والتوسلات -يرفع الخطيب يديه، ويستقبل القبلة، ويدعو الله تعالى؛ بأن يُنزل عليهم الغيث، وأن يجعل ما أنزله قوةً وبلاغًا في هذه الحياة.

١١ - وفي هذه الأثناء يحوِّل الخطيب والحاضرون أرديتهم، أو ما يقوم مقامها من الملابس الظاهرة، فيقلبونها تفاؤلاً؛ بأنَّ الله تعالى حوَّل شدَّتهم رخاء، وبؤسهم غنًى.

١٢ - الحديث الذي معنا صريح في أنَّه -صلى الله عليه وسلم- قدم الخطبة على الصلاة؛ وبه قال جماعة من العلماء.

والمروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وخلفائه الراشدين هو البداءة بالصلاة قبل الخطبة؛ وهو مذهب الأئمة الثلاثة: مالك، والشافعي، وأحمد.

قال النووي: وبه قال جماهير العلماء، وليس بإجماعِ.

١٣ - قال ابن القيم: ما استُجْلِبَتْ نعم الله، واستُدفعت نِقمه، بمثل طاعته، والإحسان إلى خلقه، والقرآن صريحٌ في ترتيب الجزاء بالخير والشر، ومن تفقه في هذه المسألة، انتفع بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>