للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت عاقبته أن لا يخلَّد في النار، بل يخرج منها، ثم يدخل الجنة.

قال بعضهم: الموحِّد لا يُلقى في النار كما يلقى الكفار، ولا يبقى كما يبقى الكفار؛ فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله فيه، وقام بشروطه كلها بقلبه، ولسانه، وجوارحه، أو بقلبه ولسانه عند الموت -أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلها، ومنعه من الدخول في النار بالكلية.

فمن تحقَّق بكلمة التوحيد قلبه، أخرجت منه كل ما سوى الله محبةً، وتعظيمًا، وإجلالاً، ومهابةً، وخشيةً، ورجاءً، وتوكلاً؛ وحينذٍ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها, ولو كانت مثل زيد البحر، وربما قلبتها حسنات، فإنَّ هذا التوحيد هو السبَبُ الأكبر الأعظم، فلو وضع ذرة منه على جبال الذنوب والخطايا، لقلبها حسنات، كما جاء في المسند (٢٦٨٤٧) عن أم هاني، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا إله إلاَّ الله لا تترك ذنبًا، ولا يسبقها عمل" اهـ كلامه، رحمه الله تعالى.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>