الأول: يرويه زيد بن أسلم عن أبيه قال: شهدت عثمان يوم حوصر في موضع الجنائز، ولو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل، فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل فقال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا. ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا. ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فقام طلحة بن عبيد الله، فقال له عثمان: ألا أراك ها هنا! ما كنت أرى أنك تكون في جماعة تسمع ندائي آخر ثلاث مرات ثم لا تجيبني! أنشدك الله يا طلحة، تذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في موضع كذا وكذا، ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك؟ قال: نعم. فقال لك رسول الله -صلي الله عليه وسلم -"يا طلحة إنّه ليس من نبي إلا ومعه من أصحابه رفيق من أمته معه في الجنة، وإنّ عثمان بن عفان هذا" يعنيني "رفيقي معي في الجنة؟ " قال طلحة: اللهم نعم. ثم انصرف.
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"(١/ ٧٤) وفي "زوائد فضائل الصحابة"(٧٨٣) واللفظ له وابن أبي عاصم في "السنة"(١٢٨٨) والبزار (٣٧٤ و ٩٥٣) والعقيلي (٣/ ٤٧٩) والقطيعي في "زيادات فضائل الصحابة"(٨٥٥) والحاكم (٣/ ٩٧ - ٩٨) وابن عساكر في "تاريخه"(ترجمة عثمان بن عفان ص ٣٤٥ - ٣٤٦ و ٣٤٦) وابن الجوزي في "العلل"(٣٢٣) من طريق القاسم بن الحكم بن أوس الأنصاري ثني أبو عبادة عيسى بن فروة الزرقي الأنصاري ثني زيد بن أسلم به.
قال العقيلي: هذا يُروى بإسناد أصلح من هذا"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: قاسم هذا قال البخاري: لا يصح حديثه (١)، وقال أبو حاتم: مجهول"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، أما أبو عبادة فاسمه عيسى بن عبد الرحمن بن فروة قال أبو حاتم: هو ضعيف شبيه بالمتروك، وقال النسائي: هو متروك. وأما القاسم بن الحكم فقال أبو حاتم: مجهول"
وقال الهيثمي: وفي إسناده أبو عبادة الزرقي وهو متروك" المجمع ٩/ ٩١
الثاني: يرويه أبو عمرو المديني عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: أشرف عثمان بن عفان ذات يوم على الناس فقال: أفيكم أبو محمد؟ - يقول ذلك ثلاث مرات