واختلف على زكريا بن يحيى، فرواه محمد بن المثنى البصري عنه وقال: ليس به بأس، ولم يذكر هشيماً.
أخرجه البزار (كشف ٧٩٩)
والأول أصح.
[باب ما لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من المشركين بمكة]
٨٢٣ - (٥٦١٧) قال الحافظ: حديث علي أخرجه البزار من رواية محمد بن علي عن أبيه أنه خطب فقال: من أشجع الناس؟ فقالوا: أنت؟ قال: أما إني ما بارزني أحد إلا أنصفت منه ولكنه أبو بكر، لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذته قريش يجؤه فهذا وهذا يتلقاه ويقولون له: أنت تجعل الآلهة إلهاً واحداً، فوالله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر يضرب هذا ويدفع هذا ويقول: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله، ثم بكى علي، ثم قال: أنشدكم الله أمؤمن آل فرعون أفضل أم أبو بكر؟ فسكت القوم، فقال علي: والله لساعة من أبي بكر خير منه، ذاك رجل يكتم إيمانه وهذا يعلن بإيمانه" (١)
أخرجه البزار (٧٦١) عن عبد الله بن أبي ثمامة الأنصاري ثنا الحسن بن عبد الله المقري العجلي ثنا حسان بن إبراهيم الكِرْماني ثنا إبراهيم بن محمد الصائغ عن محمد بن عَقيل قال: خطبنا علي بن أبي طالب فقال: أيها الناس أخبروني بأشجع الناس؟ قالوا أو قال: قلنا: أنت يا أمير المؤمنين، قال: أما إني ما بارزت أحداً إلا انتصفت منه، ولكن أخبروني بأشجع الناس، قالوا: لا نعلم، فمن؟ قال: أبو بكر، إنه لما كان يوم بدر جعلنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- عريشاً فقلنا: من يكون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلاً يهوي إليه أحد من المشركين فوالله ما دنا منه إلا أبو بكر شاهراً بالسيف على رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يهوي إليه أحد إلا أهوى إليه فهذا أشجع الناس.
فقال علي: ولقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخذته قريش فهذا يجأه وهذا يتلتله وهم يقولون: أنت الذي جعلت الآلهة إلهاً واحداً. قال: فوالله ما دنا منه أحد إلا أبو بكر يضرب هذا ويجأ هذا ويتلتل هذا وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول: ربي الله.