وهذا مرسل، والمثنى بن إبراهيم ومحمد بن رجاء لم أر من ترجمهما، وعامر بن يساف مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن عدي.
وحديث قتادة سيأتي الكلام عليه في حرف الجيم، فانظر حديث "جاء رجل من الأنصار يقال له: الحبحاب"
وحديث عكرمة أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(١٠٥٠٠) عن أبي عبد الله محمد بن حماد الطهراني أنبا حفص بن عمر أنبا الحكم بن أبان عن عكرمة قال: لما كان يوم فطر أخرج عبد الرحمن بن عوف مالاً عظيما، وأخرج عاصم بن عدي كذلك، وأخرج رجل صاعين، وآخر صاعا، فقال قائل من الناس: إن عبد الرحمن إنما جاء بما جاء به فخرا ورياء، وأما صاحب الصاع والصاعين فإن الله ورسوله أغنياء عن صاع وصاع، فسخروا بهم، فأنزلت فيهم هذه الآية {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ}[التوبة: ٧٩].
وإسناده ضعيف لضعف حفص بن عمر العدني.
وحديث ابن عباس له عنه طرق:
الأول: يرويه عطية بن سعد العَوْفي عن ابن عباس، قوله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ}[التوبة: ٧٩] وذلك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى الناس يوما فنادى فيهم: أنِ اجمعوا صدقاتكم، فجمع الناس صدقاتهم، ثم جاء رجل من أحوجهم بمنّ من تمر، فقال: يا رسول الله، هذا صاع من تمر، بتّ ليلتي أجرّ بالجرير الماء، حتى نلت صاعين من تمر، فأمسكت أحدهما، وأتيتك بالآخر، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينثره في الصدقات، فسخر منه رجال وقالوا: والله إن الله ورسوله لغنيان عن هذا، وما يصنعان بصاعك من شيء، ثم إنّ عبد الرحمن بن عوف رجل من قريش من بني زهرة قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل بقي من أحد من أهل هذه الصدقات؟ فقال "لا" فقال عبد الرحمن بن عوف: إنّ عندي مائة أوقية من ذهب في الصدقات، فقال له عمر بن الخطاب: أمجنون أنت؟ فقال: ليس بي جنون، فقال: أتعلم ما قلت؟ قال: نعم، مالي ثمانية آلاف: أما أربعة آلاف فأقرضها ربي، وأما أربعة آلاف فلي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت" وكره المنافقون فقالوا: والله ما أعطى عبد الرحمن عطيته إلا رياء. وهم كاذبون، إنما كان به متطوعا، فأنزل الله عذره، وعذر صاحبه المسكين الذي جاء بالصاع من التمر، فقال الله في كتابه {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ}[التوبة: ٧٩] الآية.