وحديث الربيع بن أنس أخرجه الطبري (١٠/ ١٩٦) عن المثنى بن إبراهيم الآملي ثنا إسحاق ثنا عبد الرحمن بن سعد أنا أبو جعفر عن الربيع بن أنس في قوله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ}[التوبة: ٧٩] قال: أصاب الناس جهد شديد، فأمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أنْ يتصدقوا، فجاء عبد الرحمن بأربعمائة أوقية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم بارك له فيما أمسك" فقال المنافقون: ما فعل عبد الرحمن هذا إلا رياء وسمعة، قال: وجاء رجل بصاع من تمر، فقال: يا رسول الله آجرت نفسي بصاعين، فانطلقت بصاع منهما إلى أهلي، وجئت بصاع من تمر، فقال المنافقون: إنْ الله غني عن صاع هذا، فأنزل الله هذه الآية {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[التوبة: ٧٩].
المثنى بن إبراهيم تقدم، وإسحاق هو ابن الحجاج الرازي الطاحوني ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وعبد الرحمن هو ابن عبد الله بن سعد الدَّشتكي قال ابن معين وأبو حاتم: لا بأس به، وأبو جعفر هو الرازي مختلف فيه.
ولم ينفرد الطاحوني به بل تابعه محمد بن عمار بن الحارث الرازي ثنا عبد الرحمن الدشتكي به.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(١٠٥٠٩)
ومحمد بن عمار قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل": ثقة صدوق.
وحديث مجاهد أخرجه الطبري (١٠/ ١٩٥) من طريقين عن عبد الله بن أبي نَجيح عن مجاهد في قوله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}[التوبة: ٧٩] قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بصدقة ماله أربعة آلاف، فلمزه المنافقون، وقالوا: راءى {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ}[التوبة: ٧٩] قال: رجل من الأنصار آجر نفسه بصاع من تمر لم يكن له غيره، فجاء به فلمزوه، وقالوا: كان الله غنيا عن صاع هذا.
مرسل.
وحديث أنس أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(١٠٥٠٤) عن أبيه ثنا عيسى بن يونس الرّملي ثنا مؤمل عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أو غيره أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا الناس بصدقة، فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف فقال: يا رسول الله هذه صدقة، فلمزه بعض القوم فقال: ما جاء بهذه عبد الرحمن إلا رياء، وجاء أبو عقيل بصاع من تمر فقال بعض القوم: ما كان الله أغنى عن صاع أبي عقيل، فنزلت