وأما حديث عائشة فأخرجه الخطيب في "التاريخ"(١٠/ ١٨٢) وابن الجوزي في "العلل"(١٢٤٠) من طريق أبي محمد عبد الله بن وهبان البغدادي ثنا أبو عقيل الجمال ثنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به مرفوعاً.
وأبو عقيل هو يحيى بن حبيب ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ وأغرب، وقال أبو حاتم: صدوق. واختلف عليه كما ذكر الحافظ وكذا على جعفر بن عون.
وأما حديث معاوية بن حيدة فأخرجه تمام (١٠٩٣) عن أبي علي محمد بن هارون الأنصاري ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا عيسى بن يونس عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده به مرفوعاً.
ومحمد بن هارون الأنصاري قال عبد العزيز الكتاني: كان يتهم (الميزان).
٢١٩٣ - عن أبي هريرة قال: زنى رجل من اليهود بامرأة فقال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنّه بعث بالتخفيف، فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججنا بها عند الله وقلنا فتيا نبي من أنبيائك، قال: فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في المسجد في أصحابه فقالوا: يا أبا القاسم، ما ترى في رجل وامرأة زنيا منهم.
قال الحافظ: وذكر أبو داود من طريق الزهري: سمعت رجلاً من مزينة ممن تبع العلم وكان عند سعيد بن المسيب يحدث عن أبي هريرة قال: فذكره.
وقال: ولفظ الطبري من طريق الزهري المذكورة: أنّ أحبار اليهود اجتمعوا في بيت المدراس وقد زنى رجل منهم بعد إحصانه بامرأة منهم قد أحصنت، فذكر القصة وفيها: فقال "أخرجوا إلى عبد الله بن صوريا الأعور"
وقال: عند الطبري بالسند المتقدم في الحديث الماضي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ناشده قال: يا رسول الله، إنّهم ليعلمون أنك نبي مرسل ولكنهم يحسدونك، وقال في آخر الحديث: ثم كفر بعد ذلك ابن صوريا ونزلت فيه {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ}[المائدة: ٤١] الآية.
وقال: وفي حديث أبي هريرة "فما أول ما ارتخصتم أمر الله؟ " قال: زنى ذو قرابة من الملك فأخّر عنه الرجم، ثم زنى رجل شريف فأرادوا رجمه فحال قومه دونه وقالوا: ابدأ بصاحبك، فاصطلحوا على هذه العقوبة.