يديه، فذكرت له ما لقيت منه، فجعلت أشكو إليه - صلى الله عليه وسلم - ما ألقى من سوء خلقه، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "يا خويلة، ابن عمك شيخ كبير، فاتقي الله فيه" قالت: فوالله ما بَرِحْت حتى نزل فيّ القرآن فتغشى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان يتغشاه، ثم سُرِّي عنه فقال لي "يا خويلة، قد أنزل الله فيك وفي صاحبك" ثم قرأ عليّ {قَدْ سَمِعَ {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٢)} [المجادلة: ٢](١)} [المجادلة: ١]، إلى قوله {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[المجادلة: ٤] فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مريه فليعتق رقبة" فقلت: والله يا رسول الله ما عنده ما يعتق، قال "فليصم شهرين متتابعين" فقلت: والله يا رسول الله إنه شيخ كبير ما به من صيام، قال "فليطعم ستينا مسكينا وَسْقا من تمر" قلت: والله يا رسول الله ما ذاك عنده، فقال "فإنا سنعينه بِعَرَق من تمر" فقلت: وأنا يا رسول الله سأعينه بعرق آخر، قال "قد أصبت وأحسنت، فاذهبي فتصدقي عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرا" قالت: ففعلت.
أخرجه إسحاق (٢٢٠٨) وأحمد (٦/ ٤١٠ - ٤١١) وأبو داود (٢٢١٤ و٢٢١٥) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(٣٢٥٧ و ٣٢٥٨) وابن الجارود (٧٤٦) والطبري في "تفسيره" و (٢٨/ ٥) وابن حبان (٤٢٨٩) والطبراني في "الكبير"(٢٤/ ٢٤٧) وابن منده في "الصحابة"(الإصابة ١٢/ ٢٣٢) وأبو نعيم في "الصحابة"(٩٧٩ و ٧٦٠١ و ٧٦٠٢ و ٧٦٠٣) والبيهقي (٧/ ٣٨٩ و ٣٩١ - ٣٩٢ و ٣٩٢) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص ١١) والواحدي في "أسباب النزول"(ص ٢٣٢ - ٢٣٣) وفي "الوسيط"(٤/ ٢٦٢) وابن بشكوال في "المبهمات"(٢٤٠ و ٢٤١) وابن الأثير في "أسد الغابة"(٧/ ٩١ - ٩٢) والمزي (٢٨/ ٣١٢ - ٣١٣) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني معمر بن عبد الله به.
ومعمر بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، ما حدّث عنه سوى ابن إسحاق.
الثاني: يرويه أبو إسحاق الهمداني عن يزيد بن يزيد عن خولة أنّ زوجها دعاها وكانت تصلي فأبطأت عليه، فقال: أنت عليّ كظهر أمي إنْ أنا وطئتك، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فشكت ذلك إليه، ولم يبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك شيء ثم أتته مرة أخرى فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أعتق رقبة" فقال: ليس عندي ذلك يا رسول الله، قال "صم شهرين متتابعين" قال: لا أستطيع ذلك، قال "فأطعم ستين مسكينا ثلاثين صاعا" قال: لست أملك ذلك يا رسول الله إلا أنْ تعينني، قال: فأعانه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمسة عشر صاعا، وأعانه الناس حتى بلغ ثلاثين صاعا، وقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أطعم ستين مسكينا" قال: يا رسول الله ما أحد أفقر إليه مني وأهل بيتي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "خذه أنت وأهلك" فأخذه.