للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال اللالكائي: إسناده صحيح على شرط مسلم"

قلت: وهو كما قالا.

الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب إلى جذع نخلة (١)، فلما اتخذ (٢) المنبر تحول (٣) إلى المنبر، فحنّ الجذع حتى أتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاحتضنه فسكن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة".

أخرجه ابن أبي شيبة (١١/ ٤٨٦) وأحمد بن حنبل (١/ ٢٤٩ و ٢٦٦ - ٢٦٧ و ٢٦٧ و ٣٦٣) واللفظ له وعبد بن حميد (١٣٣٦) والدارمي (٤٠ و ١٥٧٢) وابن ماجه (١٤١٥) وأحمد بن منيع والحارث بن أبي أسامة كما في "مصباح الزجاجة" (٢/ ١٦) والبزار كما في "البداية والنهاية " (٦/ ١٢٦) وأبو يعلى (٣٣٨٤) والطحاوي في "المشكل" (٤١٧٨) من طرق عن حماد به.

قال ابن كثير: هذا إسناد على شرط مسلم"

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات"

قلت: وهو كما قالا.

الثالث: يرويه المبارك بن فَضالة عن الحسن ثني أنس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كان يخطب يوم الجمعة ويسند ظهره إلى خشبة، فلما كثر الناس قال "ابنوا لي منبرا" فبنوا له منبرا، إنما كان عتبتين، فتحول من الخشبة إلى المنبر، فحنّت والله الخشبة حنين الواله. قال أنس: وأنا والله في المسجد أسمع ذلك، فوالله ما زالت تحن حتى نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - من المنبر، فمشى إليها فاحتضنها فسكنت.

فبكى الحسن وقال: يا معشر المسلمين الخشب يحن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شوقا إليه، أفليس الرجال الذين يرجون لقاءه أحقّ أن يشتاقوا إليه.

أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (٤٨) وفي "الزهد" (١٠٢١) عن المبارك بن فضالة به.

ومن طريقه أخرجه الآجري في "الشريعة" (١٠٧٠) والبيهقي في "الدلائل" (٢/ ٥٥٩)


(١) زاد الدرمي "قبل أن يتخذ المنبر"
(٢) ولفظ أبي يعلى "بني"
(٣) وفي لفظ "خطب على المنبر"

<<  <  ج: ص:  >  >>