قال الحافظ: وروى النسائي والبيهقي من طريق ابن عباس قال: فذكره، وروى البزار من حديث جابر أنّ الذين قالوا ذلك كانوا من اليهود" (١)
حسن
أخرجه النسائي في "الكبرى" (١١١٥١) والطبري في "تفسيره" (٧/ ٣٤) والطبراني في "الكبير" (١٢٤٥٩) والبيهقي (٨/ ٢٨٥ - ٢٨٦) والمزي (٩/ ١٤٤ - ١٤٥) من طرق عن حجاج بن منهال البصري ثنا ربيعة بن كُلْثُوم بن جَبْر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نزل تحريم الخمر في قبيلتين من الأنصار، شربوا حتى إذا ثملوا عبث بعضهم ببعض، فلما صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه وبرأسه وبلحيته، يقول: فعل بي هذا أخي فلان، فوالله لو كان بي رؤوفا رحيما ما فعل هذا بي، قال: وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن، فوقعت في قلوبهم الضغائن، فأنزل الله عز وجل {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ}[المائدة: ٩٠] إلى قوله {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}[المائدة: ٩١] فقال ناس من المتكلفين: هي رجس، وهي في بطن فلان قتل يوم بدر، وفلان قتل يوم أحد، فأنزل الله عز وجل {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا}[المائدة: ٩٣] الآية.
قال الحافظ: سنده صحيح" الفتح ١٢/ ١٢٧
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع ٧/ ١٨
قلت: إسناده حسن، ربيعة بن كلثوم صدوق، والباقون ثقات.
وأما حديث جابر فأخرجه البزار كما في "تفسير ابن كثير" (٢/ ٩٥) عن أحمد بن عبدة الضبي ثنا سفيان عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله يقول: اصطبح ناس الخمر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قتلوا شهداء يوم أحُد، فقالت اليهود: فقد مات بعض الذين قتلوا وهي في بطونهم، فأنزل الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا}[المائدة: ٩٣].
وقال: وهذا إسناد صحيح"
وقال ابن كثير: وهو كما قال ولكن في سياقه غرابة"
قلت: أخرجه البخاري (فتح ٦/ ٣٧٢ و ٨/ ٣٥٦ و ٩/ ٣٤٧) من طرق عن سفيان بن