وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن ثوبان إلا الوليد بن مسلم، تفرد به الوليد بن عتبة"
١٢ - مالك بن أنس.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (٤/ ٢٩١) وفي "المشكل" (١٤٦٦) من طريق ابن وهب عن مالك عن عبد الكريم عن رجل عن أبيه عن ابن مسعود به مرفوعا.
قال الدارقطني: تفرد به ابن وهب عن مالك" العلل ٥/ ١٩٠
وسأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث ابن وهب هذا فقال: إنّما هو عبد الكريم عن زياد بن الجراح عن عبد الله بن معقل قال: دخلت مع أبي على ابن مسعود فسمعته يقول: عن النبي-صلى الله عليه وسلم-: الندم توبه" العلل ٢/ ١٠٧
وهذا الاختلاف على عبد الكريم نسبه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (١/ ٢ / ٥٢٨) إلى عبد الكريم الجزري نفسه، فقال: قد روى هذا الحديث سفيان الثوري عن عبد الكريم الجزري فقال: عن زياد بن أبي مريم كما رواه ابن عيينة فدل أنّ عبد الكريم قال مرة: زياد بن الجراح، ومرّة قال: زياد بن أبي مريم.
ثم صحح أنّه زياد بن الجراح، وحكى عن أبيه أنه قال: سمعت مصعب بن سعيد الجزري يقول عن عبيد الله بن عمرو أنه قال لابن عيينة: أنا رأيت زياد بن الجراح وليس بزياد بن أبي مريم.
ثم استدل ابن أبي حاتم على صحة ما قاله عبيد الله بن عمرو برواية زهير بن معاوية وفيها: عن زياد وليس هو ابن أبي مريم.
قلت: اختلف في زياد بن الجراح أهو ابن أبي مريم أم غيره، والأكثرون على أنّه غيره، وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" (٤/ ٢٦٠) وقال: واسم أبي مريم الجراح.
وممن فرق بينهما البخاري وابن أبي حاتم حيث ترجما لكل منهما على حدة.
وفي "الموضح" (١/ ٢٥٤) للخطيب من طريق أبي بكر الكربزاني قال: قال لي علي بن المديني: أخبرني عن زياد بن أبي مريم وزياد بن الجراح وزياد مولى عثمان، فإني ما وجدت أحدا يخبرني خبرهم، فقلت: حدثني الوليد بن عبد الله بن مسرح وسألته عن زياد بن أبي مريم وزياد بن الجراح، فقال: كلاهما لنا، أما زياد بن الجراح فهو مولى عثمان وله عندنا عقب إلى اليوم، وأما زياد بن أبي مريم فمولى امرأة من كلب، كان مسلمة بن عبد الملك تزوجها بالشام ونقلها إلى حرّان ومعها زياد بن أبي مريم ولا عقب له عندنا"