قال الترمذي: هذا حديث صحيح حسن غريب من حديث نيار بن مكرم لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد".
قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
وأما حديث عكرمه فأخرجه الحسين بن داود المصيصي المعروف بِسُنَيد في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (٣/ ٤٢٣) عن حجاج بن محمد المصيصي عن أبي بكر بن عبد الله عن عكرمة أنّ الروم وفارس اقتتلوا في أدنى الأرض، فذكر الحديث وفيه: ثم جاء أبو بكر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال: "ما هكذا ذكرت، إنما البضع ما بين الثلاث إلى التسع ... "
وأخرجه الطبري (٢١/ ١٧ - ١٨) عن القاسم بن الحسن عن سنيد به.
قال ابن كثير: هذا سياق غريب وبناء عجيب".
قلت: أبو بكر بن عبد الله هو ابن أبي سَبْرَة قال أحمد وابن عدي: يضع الحديث.
وأما حديث قتادة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه مَعْمر بن راشد عن قتادة قال: لما نزلت: {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ}[الروم: ٣] فبلغنا أنّ المسلمين والمشركين حيث تخاطروا بينهم قبل أن ينزل تحريم القمار، فضربوا بينهم أجلاً، فجاء ذلك الأجل ولم يكن ذلك، قال: فذكروا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال:"لو ضربتم أجلاً آخر فإنّ البضع يكون بين الثلاث إلى التسع والعشر" فزادوهم في الخطار ومدوا لهم في الأجل، قال: فظهروا في تسع سنين، ففرح المؤمنون يومئذ بالقمار الذي أصابوا من المشركين ...
أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(٣/ ١٠١).
ورواته ثقات.
الثاني: يرويه سعيد بن أبي عَرُوبة عن قتادة: {الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢)} [الروم: ١، ٢] قال: غلبتهم فارس على أدنى الأرض {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ}[الروم: ٣] الآية، قال: لما أنزل الله هؤلاء الآيات صدّق المسلمون ربهم، وعلموا أنّ الروم سيظهرون على فارس، فاقتمروا هم والمشركون خمس قلائص خمس قلائص وأجلوا بينهم خمس سنين، فَوَلِي قمار المسلمين أبو بكر، وولي قمار المشركين أُبيّ بن خلف وذلك قبل أن يُنهى عن القمار، فحلّ الأجل ولم يظهر الروم على فارس، وسأل المشركون قمارهم، فذكر ذلك أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- للنبي -صلى الله عليه وسلم-، قال:"ألم تكونوا أحقاء أن تؤجلوا دون العشر فإنّ البضع ما بين الثلاث إلى العشر ... "