للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحميد بن عبد الرحمن معاً عن ابن عمر عن عمر، زاد فيه حميد، وحميد له في الرواية المشهورة ذكر لا رواية، وأخرج مسلم هذه الطرق ولم يسق منها إلا متن الطريق الأولى وأحال الباقي عليها، وبينها اختلاف كثير سنشير إلى بعضه. فأما رواية مطر فأخرجها أبو عوانة في "صحيحه" وغيره، وأما رواية سليمان التيمي فأخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" وغيره، وأما رواية عثمان بن غياث فأخرجها أحمد في "مسنده"، وقد خالفهم سليمان بن بريدة أخو عبد الله فرواه عن يحيى بن يعمر عن عبد الله بن عمر قال: بينما نحن عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فجعله من مسند ابن عمر لا من روايته عن أبيه، أخرجه أحمد أيضاً. وكذا رواه أبو نعيم في "الحلية" من طريق عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر، وكذا روي من طريق عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمر، أخرجه الطبراني. وفي الباب عن أنس أخرجه البزار والبخاري في "خلق أفعال العباد" وإسناده حسن، وعن جرير البجلي أخرجه أبو عوانة في "صحيحه"، وفي إسناده خالد بن يزيد وهو العُمَري ولا يصلح للصحيح، وعن ابن عباس وأبي عامر الأشعري أخرجهما أحمد وإسنادهما حسن. وفي كل من هذه الطرق فوائد سنذكرها إن شاء الله تعالى في أثناء الكلام على حديث الباب. وإنما جمعت طرقها هنا وعزوتها إلى مخرجيها لتسهيل الحوالة عليها فراراً من التكرار المباين لطريق الاختصار" (١).

حديث عمر أخرجه مسلم (٨) من طريق كَهْمَس بن الحسن البصري ومطر الوراق وعثمان بن غِياث البصري ثلاثتهم عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يَعْمَر عن ابن عمر عن عمر.

وأخرجه من طريق سليمان التيمي عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر عن عمر.

ولم يسق متنه إلا من طريق كهمس بن الحسن.

وهذا لفظه: قال عمر: بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديدُ بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد،


(١) ١/ ١٢٣ - ١٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>