ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه" قال: صدقت، قال: فعجبوا من تصديقه النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: فأخبرني ما الإسلام؟ قال: "أن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتصوم شهر رمضان" قال: صدقت، قال: فأخبرني عن "الإحسان؟ قال:"الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك" قال: صدقت. وذكر الحديث إلى قوله:"هذا جبريل أتاكم يعلمكم معالم دينكم".
قال ابن عدي: وهذا الحديث عن إسماعيل لا يرويه غير خالد بن يزيد القسري.
قال: وخالد بن يزيد هذا أحاديثه كلها لا يتابع عليها، إسناداً ولا متناً، ولم أر للمتقدمين الذين يتكلمون في الرجال لهم فيه قول، ولعلهم غفلوا عنه، وقد رأيتهم تكلموا في من هو خير من خالد هذا، فلم أجد بداً من أن أذكره، وأن أبين صورته عندي، وهو عندي ضعيف، إلا أنّ أحاديثه إفرادات، ومع ضعفه كان يكتب حديثه".
قلت: ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه أبو ظَبْيان حُصين بن جُنْدَب الكوفي عن ابن عباس أنّ جبريل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- في هيئة رجل شاحب مسافر حتى وضع يده على ركبتي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما الإسلام؟ فقال: "تشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت" قال: فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال: "نعم" قال: صدقت، قال: فتعجبنا من سؤاله إياه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتصديقه إياه، ثم قال: ما الإحسان؟ قال: "تخشى الله كأنك تراه، فان لم تكن تراه فإنّه يراك" قال: فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت؟ قال: "نعم" قال: صدقت، قال: فأخبرني ما الإيمان؟ قال: "الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر والجنة والنار والبعث بعد الموت والقدر خيره وشره" قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟ قال: "نعم" قال: صدقت، قال: فمتى الساعة؟ قال: "والذي نفسي بيده ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن لها أشراط: إذا رأيت الأَمَة ولدت ربّتها، ورأيت الحفاة العراة العالة -يعني العرب- وَلُوا الناس" قال: صدقت، ثمّ ولّى، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عليّ بالرجل" فنظر فلم ير شيئاً، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تدرون من هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "هذا جبربل جاء ليعلمكم دينكم، ما جاءني في صورة قط إلا عرفته غير هذه المرّة".
أخرجه البزار (كشف ٢٤) عن أحمد بن معلى الآدمي ثنا جابر بن إسحاق ثنا سلام أبو المنذر عن عاصم عن أبي ظبيان به.