ارجع، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عمر، ما حملك على ما فعلت؟ " قال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أبعثت أبا هريرة بنعليك، من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستقيناً بها قلبه، بشّره بالجنة؟ قال:"نعم" قال: فلا تفعل فإني أخشى أن يتّكل الناس عليها فخلّهم يعملون، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فخلّهم".
وحديث أبي موسى أخرجه أحمد (٤/ ٤٠٢ و٤١١) والطحاوي في "المشكل"(٤٠٠٣) من طرق عن حماد بن سلمة ثنا أبو عمران الجَوْني عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه أنّه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- في نفر من قومه، فقال:"أبشروا وبشروا من وراءكم أنّه من قال: لا إله إلا الله صادقاً بها دخل الجنة" فخرجوا يبشّرون الناس، فلقيهم عمر بن الخطاب فبشروه، فردَّهم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من ردّكم؟ " فقالوا: ردّنا عمر، فقال:"لِمَ رددتهم يا عمر؟ " قال: إذاً يتكل الناس يا رسول الله.
قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع ١/ ١٦
قلت: وإسناده صحيح، وأبو عمران اسمه عبد الملك بن حبيب.
٤٢ - (٤٨٣٦) قال الحافظ: وروى البزار بإسناد حسن من حديث أبي سعيد الخدري في هذه القصة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أذن لمعاذ في التبشير فلقيه عمر فقال: لا تعجل، ثم دخل فقال: يا نبي الله، أنت أفضل رأياً، إن الناس إذا سمعوا ذلك اتكلوا عليها. قال: فردّه" (١)
أخرجه البزار (كشف ٨) عن محمود بن بكر بن عبد الرحمن ثني أبي عن عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال يوماً من الأيام:"من قال: لا إله إلا الله وجبت له الجنة" فاستأذنه معاذ ليخرج بها إلى الناس فيبشرهم، فأذن له، فخرج فرحاً مستعجلاً، فلقيه عمر فقال: ما شأنك؟ فأخبره، فقال له عمر: كما أنت، لا تعجل، ثمّ دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبي الله، أنت أفضل رأياً، إنّ الناس إذا سمعوا بها اتكلوا عليها فلم يعملوا، قال:"فردَّه" فردَّه.
وقال: وهذا لا نعلمه يُروى عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه"
قلت: وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعطية بن سعد العوفي.