وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(٣٢٢) والعقيلي (١/ ٣١) وابن أبي حاتم في "التفسير"(١١٢٠) والدارقطني (١/ ٢٧٢) وأبو نعيم في "الحلية"(١/ ١٧٩ - ١٨٠) والواحدي في "أسباب النزول"(ص ٢٠) من طرق عن أشعث بن سعيد به.
قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان، وأشعث يضعف في الحديث"
وقال أيضاً: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أشعث عن عاصم"
وقال العقيلي: ليس يُروى من وجه يثبت متنه"
قلت: إسناده ضعيف لضعف أشعث وعمر وعاصم.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث ابن عباس
فإما حديث جابر فأخرجه الدارقطني (١/ ٢٧١) وابن مردويه (تفسير ابن كثير ١/ ١٥٨ - ١٥٩) والبيهقي (٢/ ١١ - ١٢) والواحدي في "الوسيط" (١/ ١٩٤ - ١٩٥) وفي "أسباب النزول" (ص٢٠) من طريق أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري قال: وجدت في كتاب أبي: ثنا عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي عن عطاء بن أبي رباح عن جابر قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سرية كنت فيها فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة، فقالت طائفة منا: قد عرفنا القبلة، هي هاهنا قِبَل الشمال، فصلوا وخطوا خطا، وقال بعضنا: القبلة هاهنا قِبَل الجنوب، وخطوا خطا، فلما أصبحوا وطلعت الشمس، أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة، فلما قفلنا من سفرنا سألنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فسكت وأنزل الله عز وجل:{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}[البقرة: ١١٥] أي حيث كنتم.
قال البيهقي: لم نعلم لهذا الحديث إسناداً صحيحاً قوياً، وذلك لأنّ عاصم بن عبيد الله بن عمر العُمَري ومحمد بن عبيد الله العَرْزَمي ومحمد بن سالم الكوفي كلهم ضعفاء، والطريق إلى عبد الملك العرزمي غير واضح لما فيه من الوجادة وغيرها، وفي حديثه أيضاً نزول الآية في ذلك، وصحيح عن عبد الملك العرزمي عن سعيد بن جبير عن ابن عمر أنّ الآية إنما نزلت في التطوع خاصة حيث توجه بك بعيرك وقد مضى ذكره".
وقال ابن القطان الفاسي: علة هذا الحديث الانقطاع فيما بين أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري وأبيه، والجهل بحال أحمد المذكور، وما مُسَّ به أيضاً عبيد الله بن الحسن العنبري من المذهب، على ما ذكر ابن أبي خيثمة وغيره" الوهم والإيهام ٣/ ٣٥٩
قلت: أحمد بن عبيد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "اللسان": لم تثبت عدالته.