وكثر الناس، وتأتيك الوفود من الآفاق فلو أمرت بِصَنْعة شيء لتشخص عليه، فقال لرجل:"أتصنع المنبر؟ " فقال: نعم، قال:"ما اسمك؟ " قال: فلان، قال:"لست صاحبه" فدعا آخر فقال: "أتصنع المنبر؟ " فقال: نعم، فقال مثل مقالة هذا، فقال: نعم إن شاء الله، قال:"ما اسمك؟ " قال: إبراهيم، قال:"خذ في صنعته" فلما صنعه صعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فحنّت الجذع جذع النخلة حنين الناقة، فسمع صوتها أهل المسجد، أو قال: أهل المدينة، فنزل فالتزمها فسكنت، فقال:"والذي نفسي بيده، لو تركتها لحنّت إلى يوم القيامة، أو لحنت ما تركتها"
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الجريري إلا شيبة أبو قلابة"
وقال الهيثمي: ولم أجد من ذكر شيبة ولا الراوي عنه" المجمع ٢/ ١٨٢
وقال الحافظ: وفيه العلاء بن مسلمة الرواس وقد كذبوه" الإصابة ١/ ٢٠
قلت: بل هو الهذلي البصري كما جاء مصرحًا به في الإسناد، وهو غير الرواس البغدادي المتهم بوضع الحديث.
وقد ذكر الحافظ في "التهذيب" الرواس البغدادي ثم ذكر بعده الهذلي البصري تمييزًا بينهما، ولم يذكر في الهذلي جرحًا ولا تعديلاً، وقال في "التقريب": مقبول.
وشيبة أبو قلابة لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات.
واختلف عن الجريري كما سيأتي في كتاب أحاديث الأنبياء -باب علامات النبوة في الإِسلام- حديث رقم ٧٨١
٢٧٩ - (٥٠٧٣) قال الحافظ: ثانيها: باقُول -بموحدة وقاف مضمومة- رواه عبد الرزاق بإسناد ضعيف منقطع، ووصله أبو نعيم في "المعرفة" لكن قال: باقوم، آخره ميم، وإسناده ضعيف أيضاً"(١)
ضعيف
يرويه صالح مولى التَوْأَمَة واختلف عنه:
- فقال عبد الرزاق (٥٢٤٤): عن رجل من أسلم عن صالح مولى التوأمة أنّ باقول مولى العاص بن أمية صنع للنبي -صلى الله عليه وسلم- منبره من طرفاء ثلاث درجات، فلما قدم معاوية المدينة زاد فيه، فكسفت الشمس حينئذ.