للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حِبِّي قثم، شبيه ذي الأَنف الأشَم ... نبيّ ربِّ ذي النعم، برغم أَنف من رغم

قال ثابت: قال أَنس: ثم أَرسل غلامًا له إِلى الحجاج: ماذا جئت به؟ وماذا تقول؟ فما وعد الله خير مما جئت به، قال: فقال الحجاج بن علاط: اقرأ على أبي الفضل السلام، وقُلْ له: فَلْيَخْلُ في بعض بيوته لآتيه، فإنّ الخبر على ما يسرّه، قال: فجاءَه غلامه، فلما بلغ باب الدار قال: أبشر، يا أبا الفضل، قال: فوثب العباس فرحاً، حتى قبَّل بين عينيه، فأخبره بما قال الحجاج، فأعتقه، قال: ثم جاءَه الحجاج، فأخبره أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد افتتح خيبر، وغنم أموالهم، وجرت سهام الله تبارك وتعالى في أموالهم، واصطفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صفية ابنة حُيَيّ، فأَخذها لنفسه، وخيّرها بين أن يعتقها وتكون زوجه، أو تلحق بأَهلها، فاختارت أن يعتاقها وتكون زوجه، ولكني جئت لما كان لي هاهنا، أردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأْذنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأذن لي أن أقول ما شئت، وأخف عني ثلاثاً، ثم اذكر ما بدا لك، قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع، فدفعته إليه، ثم انشمر به، فلما كان بعد ثلاث أَتى العباسُ امرأة الحجاج، فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أن قد ذهب يوم كذا وكذا، وقالت: لا يُخزيك الله يا أبا الفضل! لقد شقَّ علينا الذي بلغك، قال: أجل فلا يخزيني الله، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، فتح الله تبارك وتعالى خيبر على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، جرت سهام الله تعالى في أموالهم، واصطفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صفية لنفسه، فإن كان لك حاجة في زوجك فالحقي به، قالت: أظنك والله صادقاً، قال: فإني والله صادق، والأَمر على ما أخبرتك، قال: ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش، وهم يقولون إذا مرّ بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل. قال: لم يصبني إلا خير بحمد الله، قد أخبرني الحجاج بن علاط أنّ خيبر فتحها الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، صفية لنفسه، وقد سألني أن أُخفي عنه ثلاثًا، وإنما جاءَ ليأخذ ماله، وماله من شيء هاهنا، ثم يذهب، قال: فردّ الله تبارك وتعالى الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج المسلمون ممن كان دخل بيته مُكْتَئِبًا، حتى أَتَوا العباس فأخبرهم الخبر، وسُرّ المسلمون، وردّ الله تبارك وتعالى ما كان مِنْ كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (٢/ ٢١٥) وأحمد (٣/ ١٣٨ - ١٣٩) وابن أبي عمر (الإتحاف ٦٢٨٥) وعبد بن حميد (١٢٨٨) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٨٦٤٦) عن إسحاق بن راهويه به.

وأخرجه البزار (كشف ١٨١٦) وأبو يعلى (٣٤٧٩) وابن حبان (٤٥٣٠) والطبراني في

<<  <  ج: ص:  >  >>