وقال ولي الدين العراقي: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن، يرويه عمر بن عبد الرحمن، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ليس بابن عوف. وقال الطبراني: أظنه ابن الحارث بن هشام" طرح التثريب ٤/ ١٦٣ - الرسائل المنيرية ٢/ ٢٧١.
قلت: أما ابن عقيل فهو مختلف فيه، لكن ضعفه الجمهور، وأما عمر بن عبد الرحمن فذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راوياً إلا ابن عقيل، وكذلك لما ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما لم يذكرا عنه راوياً إلا ابن عقيل، ولم يحكيا فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول.
الثاني: يرويه بَحير بن سعد الحمصي عن خالد بن مَعْدان عن عبادة رفعه "ليلة القدر في العشر البواقي، من قامهنّ ابتغاء حِسْبتهنَّ، فإنَّ الله تبارك وتعالى يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهي ليلةُ وتر، تسعٍ أو سبعٍ أو خامسةٍ أو ثالثةٍ أو آخرِ ليلة"
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ أَمارة ليلةِ القدر أنها صافيةٌ بَلْجَة كأنَّ فيها قمراً ساطعاً ساكنةٌ ساجيةٌ، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يُرمى به حتى يُصح، وإنَّ أَمارتَها أنَّ الشمس صبيحتَها تخرج مستويةً ليس لها شعاع مثلَ القمر ليلةَ البدر، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذٍ"
أخرجه أحمد (٥/ ٣٢٤) عن حَيْوة بن شريح الحمصي
وابن نصر في "قيام رمضان" (ص ٢٣٢ - ٢٣٣ و٢٣٨) عن إسحاق بن راهويه
كلاهما عن بقية بن الوليد ثني بحير به.
قال ابن كثير: وهذا إسناد حسن، وفي المتن غرابة، وفي بعض ألفاظه نكارة" التفسير ٤/ ٥٣١
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع ٣/ ١٧٥
قلت: وهو كما قال، إلا أن فيه انقطاعاً بين خالد بن معدان وعبادة بن الصامت.
قال أبو حاتم: لم يصح سماع خالد بن معدان من عبادة" المراسيل ص ٥٢
الثالث: يرويه محمد بن عبادة بن الصامت عن أبيه رفعه "ليلة القدر في رمضان من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، وهي ليلة وتر لثالثة أو خامسة أو سابعة أو تاسعة، ومن أمارتها أنها ليلة بلجة صافية ساكنة لا حارة ولا باردة، كأنّ فيها قصر، ولا يحل لنجم أن يرمى به في تلك الليلة حتى الصباح، ومن أمارتها أن الشمس تطلع صبيحتها مستوية لا شعاع لها، كأنها القمر ليلة البدر، وحرّم الله على الشيطان أن يخرج معها"