"وما ذاك؟ " فقال: أصبت أهلي وأنا صائم في رمضان، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هل تستطيعُ أن تُعتق رقبة؟ " فقال: لا، فقال:"هل تستطيع أن تُهدي بَدَنَة؟ " قال: لا، قال:"فاجلس" فأُتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعَرَق تمر". فقال: "خذ هذا فتصدق به" فقال: "ما أحد أحوجَ مني، فقال:"كُلْهُ، وصم يوماً مكان ما أصبت".
قال عطاء: فسألت سعيد بن المسيب: كم في ذلك العرق من التمر؟ فقال: ما بين خمسة عشر صاعاً إلى عشرين.
رواه مالك (١/ ٢٩٧) عن عطاء به.
ورواه الشافعي في "الأُم"(٢/ ٨٤) عن مالك به.
وأخرجه البيهقي (٤/ ٢٢٧) وفي "معرفة السنن"(٦/ ٢٦٦ - ٢٦٧) من طريق الربيع بن سليمان المرادي أنبأ الشافعي به.
وأخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف ١٣/ ٢٠٩) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبِي عن مالك به.
وأخرجه عبد الرزاق (٧٤٥٨) عن مَعْمَر بن راشد
و (٧٤٥٩) عن ابن جريج
كلاهما عن عطاء الخراساني قال: سمعت ابن المسيب به. (١)
وأخرجه الدارقطني في "العلل"(١٠/ ٢٤٦) من طريق همام بن يحيى العَوْذي أنبأ قتادة أنّ محمد بن عتيق وسعيد بن يزيد حدثاه قالا: قلنا لسعيد بن المسيب: إنّ عطاء الخراساني حدثنا عنك بالذي وقع على أهله في رمضان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له:"أعتق رقبة" قال: كذب عطاء، إنما قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تصدق، تصدق، تصدق" قال: ما أجد شيئاً، قال: فأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكتل فيه قريب من عشرين صاعاً فقال:"تصدق بهذا".
محمد بن عتيق ما عرفته، وسعيد بن يزيد قال ابن المديني: شيخ بصري لا أعرفه.
والباقون ثقات.
واختلف فيه على عطاء الخراساني:
(١) قال ابن عبد البر: قوله في هذا الحديث "هل تستطيع أن تهدي بدنة؟ " غير محفوظ في الأحاديث المسندة الصحاح، وذكر البدنة هو الذي أنكر على عطاء في هذا الحديث" التمهيد ٢١/ ٨.