انفلتت صخرة من قلة الجبل تدهده حتى ضمت على باب الغار، فقال القوم بعضهم لبعض: كف المطر وعفا الأثر، ولم يركم أحد سوى الله عز وجل، فلينظر كل رجل منكم أفضل عمل عمله قط فليذكره ثم ليدع الله تعالى، فقال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أني كنت باراً بوالدي وأني كنت آتيهما بغبوقهما فأغبقهما وأني أتيتهما ليلة بغبوقهما فوجدتهما قد دخلا مضاجعهما وناما فكرهت أن أوقظهما من نومهما، وكرهت أن أرجع بغبوقهما من قبل أن أغبقهما، فلم يزل ذلك دأبي حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم إنما حملني على ذلك مخافتك، فافرج عنا، قال: فقالت الصخرة، فتفرجت حتى دخل عليهم الضوء، فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني طلبت امرأة وهويتها وأنفقت مالي فيها حتى إذا ظفرت بها وقعدت منها مقعد الرجل من المرأة قالت: أي إنه لا يحل لك أن تفض خاتمي إلا بحقه فقمت عنها، فإن كنت تعلم أنه إنما حملني على ذلك مخافتك فافرج عنا، فانفرجت الصخرة حتى لو شاء القوم أن يخرجوا لخرجوا. فقال آخر: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجراء فعملوا لي عملاً فوفيتهم أجورهم إلا رجلاً واحداً ترك أجره حتى كان منه أضعاف المال، فجاء بعد، يطلب أجره فقلت له: هاك دونك نمام أجرك، فإن كنت تعلم أن ما حملني على ذلك مخافتك فافرج عنا، فقالت الصخرة، فتدهدهت فانطلقوا معانقين"
أخرجه الطبراني في "الدعاء" (١٩٤) وفي "الأوسط" (٤٥٩٤) وابن عدي (٤/ ١٥١٥) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (١/ ١٥٢) من طريق داهر بن نوح الأهوازي ثنا عبد الله بن عرادة عن داود به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلا عبد الله بن عرادة، تفرد به داهر بن نوح" (١)
قلت: ذكره الدارقطني في "العلل"(١/ ١٧٤) فقال: ليس بقوي في الحديث، وقال ابن حبان في "الثقات". ربما أخطأ، وقال ابن القطان الفاسي في "الوهم والإيهام": لا يعرف.
وعبد الله بن عرادة قال ابن معين وغيره: ضعيف.
وتابعه أبو النضر يحيى بن كثير البصري ثنا عاصم الأحول وداود بن أبي هند به.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(٢/ ٢٢٢ - ٢٢٣)
ويحيى بن كثير قال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ذاهب الحديث جداً.