وتعقبه الزيلعي فقال: وفيه نظر، فإنه من رواية ثور بن يزيد عن راشد بن سعد به، وثور لم يرو له مسلم، بل انفرد به البخاري، وراشد بن سعد لم يحتج به الشيخان.
وقال أحمد: لا ينبغي أن يكون راشد سمع من ثوبان لأنه مات قديماً، وفي هذا القول نظر، فإنهم قالوا: إنَّ راشداً شهد مع معاوية صفين، وثوبان مات سنة أربع وخمسين، ومات راشد سنة ثمان ومائة، ووثقه ابن معين وأبو حاتم والعجلي ويعقوب بن شيبة والنسائي. وخالفهم ابن حزم فضعفه، والحق معهم" نصب الراية ١/ ١٦٥
وقال الذهبي: إسناده قوي، وخرجه الحاكم فقال: على شرط مسلم، فأخطأ فإنَّ الشيخين ما احتجا براشد، ولا ثور من شرط مسلم" سير الأعلام ٤/ ٤٩١
وقال الحافظ: إسناده منقطع، وضعفه البيهقي، وقال البخاري: حديث لا يصح" الدراية ١/ ٧٢
قلت: رواته ثقات إلا محمد بن الحسن، وقد توبع، واختلف في سماع راشد بن سعد المَقْرائي من ثوبان:
فقال البخاري: سمع من ثوبان (التاريخ الكبير ٢/ ١/ ٣٩٣)
وقال أحمد (العلل ١/ ١٣٣ و٢/ ١٧٢) وأبو حاتم والحربي (تهذيب التهذيب ٣/ ٢٢٦): لم يسمع من ثوبان.
وقد ذكر البخاري في "التاريخ" ما يدل على أنَّ راشداً كان معاصراً لثوبان.
فقال: قال حيوة: ثنا بقية عن صفوان بن عمرو: ذهبت عين راشد يوم صفين.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (٢/ ٣٨٥) عن حيوة بن شريح به.
وفي روايته تصريح بقية بالسماع من صفوان.
وإسناده صحيح.
ومعركة صفين كانت سنة ست وثلاثين، وتوفي ثوبان سنة أربع وخمسين.
ولعل من لم يثبت السماع لراشد من ثوبان أنهم لم يروه ذكر سماعاً منه، وكذلك أنا لم أقف له على رواية بين فيها السماع من ثوبان.
ولذلك قال الحافظ: ثقة كثير الإرسال.
والله تعالى أعلم.