وله شاهد آخر مرسل عند ابن عساكر (ص ١٠٩ - ١١٠) من حديث عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
وفيه الواقدي.
٨١٦ - (٥٦١٠) قال الحافظ: جاءت من حديث ابن عباس عند ابن مردويه، ومن حديث عبد الله بن سلام نفسه عند الترمذي، وأخرجه ابن مردويه أيضاً من طرق عنه، وعند ابن حبان من حديث عوف بن مالك أيضاً أنها نزلت في عبد الله بن سلام نفسه" (١)
حديث ابن عباس أخرجه الطبري (٢٦/ ١٠) عن محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي ثني أبي ثني عمي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس: قوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}[فصلت: ٥٢] الآية، قال: كان رجل من أهل الكتاب آمن بمحمد -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنا نجده في التوراة، وكان أفضل رجل منهم، وأعلمهم بالكتاب، فخاصمت اليهود النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "أترضون أن يحكم بيني وبينكم عبد الله بن سلام؟ أتؤمنون؟ " قالوا: نعم، فأرسل إلى عبد الله بن سلام، فقال: "أتشهد أني رسول الله مكتوباً في التوراة والإنجيل" قال: نعم، فأعرضت اليهود، وأسلم عبد الله بن سلام، فهو الذي قال الله جل ثناؤه:{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ}[الأحقاف: ١٠] يقول: فآمن عبد الله بن سلام.
وهذا الإسناد ضعيف كما تقدم مراراً، وهذه الآية مكية، وعبد الله بن سلام إنما أسلم في المدينة بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها.
وحديث عبد الله بن سلام أخرجه الترمذي (٣٢٥٦ و٣٨٠٣) والطبري (١٣/ ٧٦ و٢٦/ ١٠).
وقد تقدم الكلام عليه في الحديث الذي قبله.
وحديث عوف بن مالك أخرجه أحمد (٦/ ٢٥) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخَوْلاني ثنا صفوان ثنا عبد الرحمن بن جبير بن نُفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال: انطلق النبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيد لهم، فكرهوا دخولنا عليهم، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر اليهود، أروني اثني عشر رجلاً يشهدون أنه لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله يُحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضبَ الذي غضب عليه" قال: فأسكتوا ما جاء به منهم أحد، ثم ردَّ عليهم فلم يجبه أحد، ثم