فمضى، فلقيه شيخٌ جليلٌ مَهيبٌ، فرحَّب به وسلم عليه، وكلهم يسلم عليه، قال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم، قال: فنظر في النار، فإذا قوم يأكلون الجِيَفَ، فقال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس، ورأى رجلاً أحمرَ أزرقَ جَعْداً شَعِثاً، إذا رأيته، قال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا عاقرُ الناقة، قال: فلما دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- المسجد الأقصى قام يصلي، فالتفتَ ثم التفتَ، فإذا النبيون أجمعون يصلون معه، فلما انصرف جيء بقَدَحَيْن، أحدهما عن اليمين، والآخر عن الشمال، في أحدهما لبن، وفي الآخر عسل، فأخذ اللبن فشرب منه، فقال الذي كان معه القدح: أصبتَ الفطرة".
قال ابن كثير والسيوطي وأحمد شاكر: إسناده صحيح" تفسير القرآن العظيم ٣/ ١٤ - الدر المنثور ٥/ ٢١٤ - مسند أحمد ٤/ ٩٣
قلت: قابوس هو ابن أبي ظَبيان وهو مختلف فيه: وثقه يعقوب بن سفيان، وضعفه أبو حاتم وغير واحد، واختلف فيه قول ابن معين.
٨٤٤ - (٥٦٣٨) قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند البزار "فإذا عن يمينه باب يخرج منه ريح طيبة، وعن شماله باب يخرج منه ريح خبيثة"
وقال: وفي حديث أبي هريرة عند ابن عائذ والطبراني "فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله، قد فضل الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب"
وقال: في حديث أبي هريرة عند الطبري والبزار، قال عليه الصلاة والسلام:"كان موسى أشدهم عليَّ حين مررت به وخيرهم لي حين رجعت إليه"
وقال: وفي حديث أبي هريرة عند الطبري "فإذا هو برجل أشمط جالس عند باب الجنة على كرسي"
وقال: وفي حديث أبي هريرة عند البزار أنه رأى هناك أقواماً بيض الوجوه، وأقواماً في ألوانهم شيء، فدخلوا نهراً فاغتسلوا فخرجوا وقد خلصت ألوانهم فقال له جبريل: هؤلاء من أمتك خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً"
وقال: وفي حديث أبي هريرة عند ابن عائذ في حديث المعراج بعد ذكر إبراهيم قال: "ثم انطلقنا فإذا نحن بثلاثة آنية مغطاة، فقال جبربل: يا محمد، ألا تشرب مما سقاك ربك؟ فتناولت أحدها فإذا هو عسل، فشربت منه قليلاً، ثم تناولت الآخر