(٢) قال الحاكم: وقد حكم الإِمام مسلم بن الحجاج أنَّ هذا الحديث مما وهم فيه معمر بالبصرة، فإن رواه عنه ثقة خارج البصريين حكمنا بالصحة. فوجدت الثوري والمحاربي وعيسى بن يونس وثلاثتهم كوفيون حدثوا به عن معمر موصولاً. وأخرجه أيضاً من طريق يحيى بن أبي كثير والفضل بن موسى عن معمر كما تقدم. وقال الحافظ في "الإصابة" (٨/ ٦٦): وقد كشف مسلم في "التمييز" عن علته وبينها بياناً شافياً، فقال: إنه كان عند الزهري في قصة غيلان حديثان، أحدهما مرفوع، والآخر موقوف، فأدرج عمر المرفوع على إسناد الموقوف، فأما المرفوع فرواه عقيل عن الزهري قال: بلغنا عن عثمان بن محمد بن أبي سويد أنَّ غيلان أسلم وتحته عشر نسوة، الحديث. وأما الموقوف فرواه الزهري عن سالم عن أبيه أنَّ غيلان طلق نساءه في عهد عمر، وقسم ميراثه بين بنيه، الحديث".