الأول: يرويه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ قال: أبطأ عنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الفجر حتى كادت الشمس أن تطلع، ثم خرج وأقيمت الصلاة، فصلى بنا صلاة تجوَّز فيها، فلما سلم قال:"على مصافكم" فثبت القوم على مصافهم، ثم أقبل عليهم بوجهه فقال:"أنبئكلم بالذي بطأني عنكم الغداة، إني قمت من الليل فتوضأت، ثم صليت ما قضى الله تبارك وتعالى لي، وإني رأيت ربي عز وجل في منامي، فرأيته في أحسن صورة، نقال لي: يا محمد! قلت: لبيك ربي. قال: فيم يختصم فيه الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري ربي. ثم قال لي: يا محمد! قلت: لبيك ربي. قال: فيم يختصم فيه الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري ربي، فوضع كفه بين كتفي، فوجدت برد أنامله بين ثديي، فتجلى لي كل شيء نعرفته، ثم قال لي: يا محمد! قلت: لبيك ربي. قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات والدرجات. فقال لي: يا محمد! وما هنّ؟ قلت: إسباغ الوضوء في السَّبَرات، ومشي على الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد، وانتظار الصلوات بعد الصلوات، قال لي: سل يا محمد، قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبَّ المساكين، وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون، وأسألك اللهم أن تغفر لي وترحمني وتتوب عليَّ، وأسألك اللهم حبك وحُبَّ من يحبك، وحُبَّ عمل يقربني إلى حبك"
أخرجه الدارقطني في "الرؤية"(٢٢٧) من طريق الحسن بن عرفة العبدي ثنا محمد بن صالح الواسطي عن الحجاج بن دينار عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبى ليلى به.
ورواته ثقات غير محمد بن صالح الواسطي البِطَّيخي، ترجمه البخاري وغير واحد ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات".
ولم ينفرد الحكم بن عتيبة به بل تابعه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ به.
أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(١/ ٥٤٥) عن محمد بن سعيد بن سويد القرشي ثني أبي عن عبد الرحمن بن إسحاق به (١).
وأخرجه أبو بكر النجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق"(٧٥) والطبراني في "الكبير"(٢٠/ ١٤١ - ١٤٢) وفي "الدعاء"(١٤١٥) عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ثنا محمد بن سعيد بن سويد القرشي به.
(١) رواه البزار (٢٦٦٨) عن عبد الله بن سويد الكوفي أخبرنا أبي عن عبد الرحمن بن إسحاق به.