وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، فإنَّ مشائخنا وإن اختلفوا في سماع الحسن من عمران، فإنَّ أكثرهم على أنه سمع منه"
كذا قال، وقد قال ابن المديني وابن معين وأبو حاتم: لم يسمع الحسن من عمران.
وأنكر يحيى القطان وأحمد سماعه منه.
وقال البيهقي: لا يصح سماع الحسن من عمران (السنن ١٠/ ٨٠)
وعلى فرض صحة سماعه منه فإنه مدلس وقد عنعن.
وقتادة مدلس أيضاً وقد عنعن.
وأما حديث أبي موسى فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٧٠٢) عن أحمد بن علي الأبار ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي ثنا سفيان بن عيينة عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النَّفدي عن أبي موسى أنَّ رجلاً أراد أن يبايع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأبصره النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه أثر صفرة، فأبى أن يبايعه وقال: "طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه"
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سفيان إلا الرمادي"
وأخرجه العقيلي (١/ ٤٨ - ٤٩) عن محمد بن أيوب بن يحيى بن الضُّرَيس الرازي ثنا إبراهيم بن بشار به.
وقال: هذا الحديث حدثناه بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان عن عاصم عن أبي عثمان قال: بايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوماً فيهم رجل متخلق فبايعه بأطراف أصابعه.
وقال: ثنا بشر ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عاصم عن أبي عثمان قال: كان أبو موسى يقرىء الناس، فأبصر رجلاً متخلقاً فلحظ إليه، فلما رآه يلاحظ إليه قام الرجل فغسل الخلوق ثم جاء فجلس، فقال أبو موسى: أما هذا فقد أُعتب.
وهذا أصح من حديث إبراهيم بن بشار، واختلف عن عاصم كما سيأتي.
وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف ٢٩٨٩) عن محمد بن عبد الرحيم البغدادي ثنا سعيد بن سليمان ثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم عن أنس قال: أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قوم يبايعونه، وفيهم رجل في يده أثر خلوق، فلم يزل يبايعهم، ويؤخره، ثم قال: "إنَّ طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه"