للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سبيلك، فيقول الله تعالى: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، بل أردت أن يقال فلان جريء، فقد قيل ذاك، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء".

قال أبو هريرة ثم ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده على ركبتي، ثم قال: "يا أبا هريرة! أولئك الثلاثة أول خلق الله تُسَعَّر بهم الناس يوم القيامة"

قال حيوة أو أبو عثمان: فأخبرني العلاء بن حكيم وكان سيافا لمعاوية أنه دخل عليه رجل -يعني على معاوية- فحدثه بهذا الحديث عن أبي هريرة، قال الوليد: فأخبرني عقبة أنّ شُفَيَّا هو الذي دخل على معاوية فحدثه بهذا الحديث قال: فبكى معاوية فاشتد بكاءه، ثم أفاق وهو يقول صدق الله ورسوله: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (١٥) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٦)} [هود: ١٥، ١٦]

وأخرجه البخاري في "خلق الأفعال" (٣٣٥) والترمذي (٢٣٨٢) والنسائي في "الكبرى" (تحفة ١٠/ ١١١) والطبري في "التفسير" (١٢/ ١٣) وابن خزيمة (٢٤٨٢) وابن حبان (٤٠٨) والحاكم (١/ ٤١٨ - ٤١٩) وأبو نعيم في "الحلية" (٥/ ١٦٩) والبيهقي في "الشعب" (٦٣٨٨) والبغوي في "شرح السنة" (٤١٤٣) من طرق عن ابن المبارك به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: وهو كما قال.

واختلف فيه على الوليد بن أبي الوليد، فرواه الليث بن سعد عن الوليد فلم يذكر عقبة بن مسلم.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٥/ ١٦٩) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني الليث به.

والأول أصح، وعبد الله بن صالح مختلف فيه.

وللحديث طريق أخرى يرويها ابن جريج ثني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له نَاتِلُ أهلِ الشام: أيها الشيخ! حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: نعم، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنَّ أول الناسِ يُقضى يومَ القيامة عليه، رجل استُشهد فأُتي به فعرَّفه نِعَمَهُ فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استُشهدت. قال: كذبت، ولكنك قاتلت لِأَنْ يقال جريء، فقد قيل. ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار.

<<  <  ج: ص:  >  >>