فأما حديث أنس فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى، حديث رقم ١٣٢٣ و٤٠٦١
وأما حديث جابر فأخرجه مسلم (١٠٦٣) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابرًا قال: أتى رجل رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بالجِعْرَانَةِ مُنْصَرَفَهُ من حنين، وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبض منها، يُعطي الناس، فقال: يا محمد! إعدل. قال:"ويلك! ومن يعدل إذا لم أكن أعدلُ؟ لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل" فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق. فقال:"معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي. إنَّ هذا وأصحابَه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون منه كما يَمْرُقُ السهم من الرَّمِيَّةِ"
وأما حديث رافع بن عمرو فأخرجه مسلم (١٠٦٧) من طريق عبد الله بن الصامت الغفاري عن أبي ذر مرفوعاً: "إنَّ بعدي من أمتي قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كلما بخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه، هم شرُّ الخلق والخليقة"
فقال ابن الصامت: فلقيت رافع بن عمرو الغفاري، قلت: ما حديث سمعته من أبي ذر: كذا وكذا؟ فذكرت هذا الحديث، فقال: وأنا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وأما حديث سعد بن أبي وقاص فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى، حديث رقم ٤٦٩٦
وأما حديث سلمان الفارسي فأخرجه الهثيم بن عدي في "كتاب الخوارج" كما في "البداية والنهاية"(٧/ ٣٠١) عن سليمان بن المغيرة البصري عن حميد بن هلال قال: جاء رجل إلى قوم فقال: لمن هذه الخباء؟ قالوا: لسلمان الفارسي، قال: أفلا تنطلقون معي فيحدثنا ونسمع منه، فانطلق معه بعض القوم فقال: يا أبا عبد الله لو أدنيت خباك وكنت منا قريباً فحدثتنا وسمعنا منك، فقال: ومن أنت؟ قال: فلان بن فلان. قال سلمان: قد بلغني عنك معروف، بلغني أنك تخف في سبيل الله، وتقاتل العدو، وتخدم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإن أخطاتك واحدة أن تكون من هؤلاء القوم الذين ذكرهم لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.