ولم ينفرد به بل تابعه جرير بن عبد الحميد الضبي عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى النخعي قال: كنت يوماً مع الحسن والحسين فسبهما مروان سبّاً قبيحاً، حتى قال: والله إنكم لأهل بيت ملعونون، فقال الحسن والحسين أو أحدهما: والله، والله، ثم والله لقد لعنك الله علي لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- وأنت في صلب الحكم، فسكت مروان.
أخرجه إسحاق (المطالب ٤٤٥٥/ ٣) عن جرير به.
وأخرجه أبو يعلى (٦٧٦٦) عن أبي مَعْمر إسماعيل بن إبراهيم القَطيعي الهروي ثنا جرير به.
وجرير سمع من عطاء بعد الاختلاط.
وأما حديث عبد الرحمن بن أبي بكر فأخرجه البزار (٢٢٧٣)
عن عبد الرحمن بن مَغْراء الكوفي
وابن أبي حاتم في "التفسير" كما في "تفسير ابن كثير" (٤/ ١٥٩)
عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة
كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد أخبرني عبد الله البهي مولى الزبير قال: إني لفي المسجد حين خطب مروان، فقال: إنّ الله تعالى قد أرى أمير المؤمنين في يزيد رأيًا حسناً، وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر عمرَ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: أهرقلية؟ إنّ أبا بكر والله ما جعلها في أحد من ولده ولا أحد من أهل بيته ولا جعلها معاوية في ولده إلا رحمة وكرامة لولده، فقال مروان: ألست الذي قال لوالديه: أفٍّ لكما؟ فقال عبد الرحمن: ألست ابن اللعين الذي لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أباك.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه"
وقال الهيثمي: رواه البزار وإسناده حسن" المجمع ٥/ ٢١٤
قلت: وإسناد ابن أبي حاتم صحيح.
وأما حديث عبد الرحمن بن عوف فأخرجه الحاكم (٤/ ٤٧٩) من طرق عن عبد الرزاق بن هَمَّام الصنعاني حدثني أبي عن مِيْناء مولى عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن عوف قال: كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي -صلى الله عليه وسلم- فدعا له، فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال: "هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون"