أخرجه الطبري (١) في "تفسيره"(٢٦/ ١١٨) عن أبي كُريب محمَّد بن العلاء الهَمْداني ثنا زيد بن حُباب ثنا أبو ثابت بن ثابت بن قيس بن شَمَّاس ثني عمي إسماعيل بن محمَّد بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ}[الحجرات: ٢] قعد ثابت في الطريق يبكي فمرّ به عاصم بن عدي في بني العجلان فقال: ما يبكيك يا ثابت؟ قال: لهذه الآية، أتخوف أنْ تكون نزلت في، وأنا صيّت رفيع الصوت، قال: فمضى عاصم بن عدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وغلبه البكاء فأتى امرأته جميلة ابنة عبد الله بن أُبي بن سلول، فقال لها: إذا دخلت بيت فرسي فشدّي على الضبة بمسمار، فضربته بمسمار حتى إذا خرج عطفه قال: لا أخرج حتى يتوفاني الله، أو يرضى عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وأتى عاصم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره خبره، فقال "اذهب فادعه لي" فجاء عاصم إلى المكان فلم يجده، فجاء إلى أهله، فوجده في بيت الفرس، فقال له: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك، فقال: اكسر الضبة، قال: فخرجا فأتيا نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"ما يبكيك يا ثابت؟ " فقال: أنا صيّت، وأتخوف أنْ تكون هذه الآية نزلت فى {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ}[الحجرات: ٢] فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما ترضى أن تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، وتدخل الجنة؟ " فقال: رضيت ببشرى الله ورسوله، لا أرفع صوتي أبدا على رسول الله، فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى}[الحجرات: ٣] الآية.
ورواه محمَّد بن عبد الله الحضرمي عن أبي كريب فقال فيه: عن أبي ثابت بن ثابت بن قيس بن شماس ثني أبي ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(١٣١٦)
قال الهيثمي: وأبو ثابت بن قيس بن ثابت لم أعرفه، ولكنّه قال: حدثني أبي ثابت بن قيس، فالظاهر أنّه صحابي، ولكن زيد بن الحباب لم يسمع من أحد من الصحابة" المجمع ٩/ ٣٢١
قلت: أبو ثابت ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وأبو أحمد الحاكم وابن عبد البر كلهم في "الكنى" ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلا ولم يذكروا عنه راويا إلا زيد بن الحباب فهو مجهول.
(١) ومن طريقه أخرجه ابن بشكوال في "المبهمات" (٧٠٢)